أخبار الآن | القلمون- سوريا (أبو محمد اليبرودي)

لم تكتمل فرحة أهالي يبرود وعائلة "أسامة العسالي" بعودته للحياة مجددا بعد تغييب لأكثر من عام في سجون "حزب الله" الذي اختطفه بشكل غير شرعي من بلدة مجدل عنجر اللبنانية.

فبعد خروجه بأيام قليلة طلب الأمن العام اللبناني منه مباشرة مراجعته في بيروت, ليعود إلى السجون اللبنانية مجددا، ولكن هذه المرة بشكل نظامي وبأوراق رسمية إضافة لتهم جاهزة كان حزب الله قد أعدها له خلال فترة خطفه في العام السابق كما يقول أقارب العسالي.

"حزب الله" يختطف ثوار سوريا

في فترة غياب أسامة لمدة عام في لبنان لم تكترث مؤسسات الأمن اللبناني لنداءات ذويه بأنه اختطف على الأراضي اللبنانية وهو موجود بشكل شرعي عليها ويقع على عاتقهم إيجاده وضمان سلامته, إلا أن ما أثار استهجان ذوي العسالي وأبناء بلدته هو أنه بعد خروجه بأعجوبة من معتقلات "حزب الله" السرية يقوم الأمن العام بإرسال مذكرة تحقيق بحقه وكأنه متهم بدل الضحية.

وهذا ما يؤكده "محمود" ابن أخ أسامة بأن مذكرة التحقيق لم تصدر بحق عمه طيلة فترة اختفائه بل صدرت في آب/أغسطس مباشرة عقب إطلاق ميليشا حزب الله سراحه بعد عام ونيف من الاختطاف، وهذا ما يعني بالنسبة لهم أن هنالك تنسيقيا بين خاطفيه وأجهزة الأمن اللبنانية.

ويشير محمود بأن أجهزة الأمن اللبنانية لم تكتف باعتقاله بل قاموا استدعوا زوجته للتحقيق، وعند زيارته لفرع أمن المعلومات في بيروت قاموا باعتقالها ووضعها في ظروف اعتقال غير إنسانية سعيا للضغط على زوجها للاعتراف بتهم باطلة موجهة له, إلا أن تدخل حقوقيين ومحامين في لبنان أجبر أجهزة الأمن على إخلاء سبيلها بعد خمسة أيام من الاعتقال التعسفي والمعاملة السيئة دون أي تهم موجهة لها سوى أنه زوجة أحد الثوار السوريين.

والأمن اللبناني يكمل المهمة

كانت التهم الموجهة لأسامة بأنه مصدر السيارات المفخخة في لبنان وصاحب مصنع لإنتاج المتفجرات المرسلة للبنان. وقد عرفت عائلة أسامة وأقاربه بالتهم الموجهة له عن طريق خبر عاجل على قناة LBC اللبنانية وغيرها من المحطات الفضائية اللبنانية يفيد بأن أجهزة الأمن قد قبضت على "المدعو" أسامة العسالي من يبرود، المسؤول عن كل التفجيرات القديمة في الضاحية ببيروت.

يخبرنا "محمود" نقلا عن شهود عيان خرجوا مؤخرا من السجن الذي يتواجد فيه عمه، بأن عمه يتعرض لتعذيب جسدي رهيب يشابه تماما ما يتعرض له المعتقلون السوريون في السجون الأسدية، وأنه الآن بحالة صحية يرثى لها وبحاجة لعناية طبية فائقة خاصة أنه كان قد فقط معظم وزنه خلال فترة اختطافه العام الفائت لدى حزب الله وأصبح أشبه بالهيكل العظمي.

أما من هو "أسامة" فيتحدث "محمد اليبرودي" مدير تنسيقية يبرود بأن أسامة كان مقاتلا في صفوف المعارضة السورية في القلمون ضمن فصيل شهداء القلمون وله صيت ذائع في قتال النظام وقد عجز النظام السوري عن الوصول له رغم استهدافه لمنزله بالمدافع والطيران مرات عديدة، ولهذا الأمر يعزو محمد سبب ملاحقته من قبل أجهزة الأمن اللبنانية فهي مخترقة من قبل حزب الله الذي يقاتل إلى جانب النظام السوري داخل الأراضي السورية.

المعتقلون السوريون في لبنان

ويشير اليبرودي أن هذه ليست الحالة الأولى التي يقوم بها الأمن اللبناني باعتقال سوريين ونسب تهم لهم تخص الداخل اللبناني. فقبله اعتقل العقيد "عبد الله الرفاعي" وتم اتهامه بأنه يشن هجمات ضد الجيش اللبناني, و"فايز العبد الله" الذي اعتقل بشكل سري ثم تم تسليمه للنظام السوري ثم وصل خبر تصفيته في فرع الخطيب بدمشق. وقبلها الشيخ "عبد رب النبي رومية" واتهامه بأنه مفتي "داعش" لتثبت بطلان كل تلك التهم لاحقا.

وفي ظل عجز الأمن اللبناني عن توجيه أي اتهام لحزب الله أو ميسليشيا لبنانية أخرى فإنه يعمد لاعتقال السوريين وخاصة الثوار ونسب هذه التهم لهم، فهم بالنهاية في بلد يحكمها عدوهم حزب الله بطريقة أو بأخرى ولن يكون هنالك من يستطيع المطالبة بحقوقهم أو إطلاق سراحهم.

وتؤكد كل المؤسسات المدنية في يبرود كالهيئة العامة في المدينة والمجلس المحلي في يبرود وتنسيقية مدينة يبرود بأن التهم الموجه لأسامة غير صحيحة، فهو لم يزر لبنان طيلة فترة الثورة منذ عام 2011 وكان جلّ عمله في قتال النظام السوري، وقيام الأمن اللبناني باعتقاله هو ضمن سياسة استضعاف السوريين النازحين داخل لبنان لأنه لا يوجد هيئة مدنية تقوم بحفظ حقوقهم و تعتبر يد النظام السوري هي العليا في لبنان حتى اللحظة.

وتحمّل عائلة العسالي وكل الفعاليات المدنية في يبرود الأمن العام اللبناني مسؤولية سلامته وتدهور حالته الصحية، وتؤكد أن أي إجراء بحقه دون أدلة قطعية تعلن على وسائل الإعلام هي مجرد اتهامات باطلة واعترافات تؤخذ بالقوة بطريقة تحاكي طريقة معاملة النظام السوري مع كل المتهمين من المعارضين له.