أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (زكريا نعساني) 

توقف مراقبون مليا عند اعلان وزارة الدفاع الامريكية نشر 4 مقاتلات قرب اللاذقية و قبله تصريح وزير خارجية النظام وليد المعلم عن امكانية المطالبة بقوات روسية على اراضي بلاده اذا ما دعت الحاجة الى ذلك .

فهل هذا التناقض هو نتيجة فعلية لعجز قوات النظام على ادارة الامور على ارض الواقع؟

صحيح ان إعلان الحملة ضد تنظيم داعش تصدرت اسباب الوجود الروسي في سوريا الا انها تطورات اذا ما ربطت بكلام بشار الاسد الاخير تدل بوضوح على طبيعة العلاقة الروسية مع النظام و ربما طبيعة ما يربط النظام ايضا بحليفه الإيراني.

واشنطن وموسكو اجرتا حديثا عسكريا حول الحل في سوريا على الرغم تمسك روسيا بمكافحة الارهاب اولا بالتنسيق مع النظام وارسال 4 مقاتلات الى اللاذقية وعشرات من مشاة البحرية والأسلحة الا ان بشار الأسد وخلال لقاءه الاخير في مقابلة أجراها مع وسائل اعلام روسية لم يتطرق ولو بكلمة عن الدعم الروسي ،فرأس النظام بدا بعيدا كل البعد عما يجري من محادثات في الكواليس حول سوريا و حتى من تحركات على الأرض. 

الدور الايراني في سوريا وما تقدمه طهران للأسد من سلاح وعتاد لم يكن خافيا يوما ما لكن حالة عدم التنسيق كانت واضحة اذا انكر بشار الأسد تماما وجود اي مباردة ايرانية حول سوريا رغم تصريحات مساعد وزير الخارجية امير عبداللهيان بطرحه مبادرة حول سوريا لها بنود وأنه سيتوجه الى موسكو لنقاشها مع الشركاء، فكيف تطرح ايران حليفة الاسد التاريخية مبادرة من دون علمه 

قد يغيب الاسد عن العلم باي مبادرة جديدة و لكن هل يعقل الا يدري بوجود مقاتلين ايرانيين على الارض السورية 

ومع هذه المعطيات يحاول الأسد التركيز على ان الحوار هو مايريد ولكن مع من؟

هذا التطور لافت ولكن بالحقيقة يرى الأسد معارضيه جميعا بمنظور آخر .

وهذا الحديث يبدو للوهلة الأولى انه رؤية للحل السوري وبالحقيقة بحسب الأسد .

وتبقى الأزمة السورية تراوح مكانها والملايين تركوا سوريا بسبب ما آلت اليه الامور في البلاد من دمار نتيجة القصف اليومي للمنازل بالصواريخ والطائرات فتوجه مئات الالاف الى اوروبا بحثا عن الامان والأسد غير مبال لمن مات غرقا بل مضى محملا دول اوروبا مسؤولية ما يصيب السوريين.

فعلا هذه الكلمات تختصر رؤية الأسد وما تجنيه روسيا وايران في سوريا.. 
ولعل تلك الرسائل هي بعض المكاسب التي سيقدمها الأسد لقاء الحفاظ على كرسي الرئاسة ولو انه لا يسيطر الا على سدس الاراضي السورية.