أخبار الآن | دير الزور – سوريا – (سوزان أحمد)
في شرق سورية بالمدينة التي تقع على كتف نهر الفرات، تم توثيق موت طفلين ورجل مسن جوعاً نتيجة الحصار المفروض على بعض قرى دير الزور منذ قرابة الأربعة أشهر، إضافة إلى موت العشرات الذين لقوا حتفهم في محاولة تأمين الطعام فكان مصيرهم إما الغرق في مياه الفرات أو الموت برصاص القناصة.
ويمكن تقسيم مدينة دير الزور إلى ثلاث مناطق حسب السيطرة. أحياء تخضع لسيطرة النظام وتحاصرها داعش وأحياء تخضع لسيطرة داعش ويحاصرها النظام، ومناطق التماس بين النظام وداعش وهي تشهد معارك بين الطرفين حسب الناشط الإعلامي كرم دهموش.
ويؤكد دهموش في حديثه لأخبار الآن أن كلاً من أحياء الجورة والقصور وهرابش الخاضعة لحصار داعش تعاني من نقص حاد بالمواد الغذائية والطبية، في حين يمنع النظام المدنيين من الخروج من تحت الحصار ويستغلهم دروعًا بشرية بوجه قذائف داعش ويعجز عن تأمين حاجتهم الأساسية اليومية.
بالمقابل تمتد سيطرة داعش إلى الأحياء من مدخل مدينة دير الزور عند جسر السياسية إلى حي الحويقة والجبيلة والعرضي والعمال والحميدية والشيخ ياسين والعرفي والكنامات، حيث لا يقطن هذه الأحياء إلا 20% من المدنيين وذلك بسبب استهدافها بكثافة من قبل قوات النظام. "استبدل النظام البراميل بحاويات كبيرة الحجم تدمر الواحدة منها بثاونٍ معدودة بناء كاملاً لايقل عن ثلالث طوابق." يقول دهموش.
و تشهد ساحات دير الزور يومياً إعدام عدد من شبابها في القرى الخاضعة لسيطرة داعش بتهم عدة أبرزها التخابر مع نظام الأسد، فيما يبدو أنه محاولة لبث الرعب بين المدنيين وبسط السيطرة في ظل استيلاء داعش على قرى جديدة من دير الزور.
في حين يأكل الناس الخبز اليابس والماء في المناطق المحاصرة، تمنعهم قوات النظام من الخروج من تحت الحصار وتضغط عليهم للالتحاق بقواتها مقابل المال، وتمنع داعش أي محاولة لإدخال الطعام أو الدواء لهم. حسب الناشط الإعلامي سراي الدين. ويضيف لأخبار الآن: "توفرت مؤخراً بعض المواد الغذائية التي تم إلقاؤها من طائرات اليوشن، ولكن أسعارها خيالية."
وتشهد مختلف المناطق في المدينة انقطاعاً تاماً للكهرباء بسبب القصف الشديد من قبل قوات النظام واستهداف البنى الأساسية في المنطقة. يقول سراي الدين: "الاعتماد على المولدات الكبيرة والتي يكون الاشتراك فيها للحصول على الكهرباء لساعات معينة مكلفاً. ماء الشرب غير متوفر ولكن الناس تشرب من مياه الفرات الغير صحية."
وفي اليومين الماضيين سمحت بعض حواجز النظام لعشرات العائلات مغادرة المنطقة المحاصرة بعد أن أنهكها الجوع لقاء مبلغ كبير جداً من المال، لينتقلوا للعيش في ظل داعش وتحت رحمة براميل الأسد. ليبقى مواطنو دير الزور بين مطرقة داعش وسندان النظام.