أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (غرفة الأخبار)

وفقاً للأمم المتحدة، فإن هناك 21 مليون طفل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من دون تعليم ومعرضين لخطر التسرب التعليمي .

والمفارقة هنا أن هؤلاء الـ21 مليون طفل يعيشون في وقت لم يسبق أن يكون له مثيل من ناحية فرص التعليم، أما في سوريا والعراق، حيث يحتدم القتال ويتم تهجير السكان كلما وصلوا إلى منطقة آمنة، فهناك ثلاثة ملايين طفل قد تخلوا رسمياً عن التعليم والدراسة.

ومن المؤسف جداً أن الدروس التي يتعلمونها خارج الفصول الدراسية هي أن العنف يولد العنف، وأن هناك القليل من الإنسانية في الجنس البشري، وأنه قلة من هم على استعداد لتقديم يد المساعدة.

اما في اليمن فإن ستة أطفال من كل مئة طفل هم على مقاعد الدراسة، وما لم يستقر الوضع وتعود السيطرة الى الحكومة، فإنه المحتمل أن حتى هؤلاء الستة لن يكونوا على مقاعد الدراسة في العام الدراسي المقبل.

 في اليمن، حيث هناك تحالف دولي من الدول العربية مدعوماً من مجلس الأمن الدولي، يحاول ايقاف تيار المتشددين الحوثيين ضد الحكومة الشرعية للرئيس عبد ربه منصور هادي، فإن ستة أطفال من كل مئة طفل هم على مقاعد الدراسة. وما لم يستقر الوضع وتعود السيطرة الى الحكومة، فإنه المحتمل أن هؤلاء الستة لن يكونوا على مقاعد الدراسة في العام الدراسي المقبل.

في لبنان، حيث سعى الملايين من السوريين لملاذ رسمي أو حتى غير رسمي، فإن هؤلاء الشباب يقومون بالعمل لكي يساعدوا أسرهم على تغطية نفقاتهم، فيبيعون المناديل على جانب الطريق، بدلا من تعلم طرق العالم في الفصول الدراسية. وسوف يكون من حق المؤرخين في المستقبل أن يتسائلوا، لماذا لم نفعل أكثر؟

في العقود القادمة، عندما يكتب المؤرخين عن هذا الوقت الحالي في منطقة الشرق الأوسط، سوف يكون جزء كبير من كتابتهم عن جيل مفقود من الأطفال، لم يفقد بالمعنى المادي بسبب القتال والعنف والمرض والموت، لكنه خسر إمكانيات كبيرة يمتلكها الشباب. يتم تغذية هذه الامكانيات عن طريق الدراسة وحب المعرفة والاكتشاف، بالاضافة الى تطوير المهارات وتعزيزها في السنوات اللاحقة. 

أنور السعيد خبير تعليم في مكتب اليونسكو الدوحة لمنطقة الخليج و اليمن – الدوحة