أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (خاص)

يحتل داعش مناطق واسعة من العراق وسوريا، وحتى الآن استخدم التنظيم الارهابي المساجد كقناة رئيسية لنشر البروباغاندا الخاصة به.

واليوم يستخدم داعش الراديو كاداة اعلامية جديدة وفعالة من أجل نشر رسائل الخوف والكراهية.

ما الذي ينشره داعش عبر الراديو؟ هذا ما وجدناه عند استماعنا لراديو داعش في الرقة..
 
محطة داعش الاذاعية تدعى البيان، يحدد الناشطون الإعلاميون نوعين من الإرسال، الأول في الرقة، والآخر في الموصل.

اذاعة  البيان تهتم ببث الخطب الدينية و الاخبار و الاناشيد.
 
عندما حللنا محتوى ما تبثه  اذاعة  داعش، كان من المستحيل عدم اكتشاف التناقضات والمشاكل التي تعصف بالتنظيم.
 
البث الديني لداعش في الرقة يتمحور معظمه حول اخبار التنظيم اليومية، فبرامج مثل اشراط الساعة، كتاب الفتن و الرقائق، كلها مبنية علي مبادئ دينية، وهي تطلب من الناس العاديين أن يكونوا خدما مطيعين لداعش، لكن بالتأكيد هذه القواعد تنطبق فقط على الناس العاديين، فمقاتلو داعش لديهم الحرية الكاملة لفعل مايريدون فعله بغض النظر عن ما يوجههم اليه الدين، وهذا ما قد يزيد من احتمال التوتر بين داعش وبين الناس المتواجدين في المناطق التي يحتلها التنظيم.
 
بشكل واضح، برامج داعش الدينية تبدو وكأنها تصب جهدا كبيرا لتبرير عملية  قطع الرؤوس التي يلجأ  اليها، وهنا تكمن المشكلة:  فداعش يدعي بان كل العلماء المسلمين و على مر القرون  كانوا مخطئين وأن داعش وحده وجد الطريق الصحيح.

نقطة أخرى مثيرة للإهتمام هي أن داعش يستخدم لغات مختلفة من أجل الوصول لمقاتليه، على سبيل المثال، لدى داعش نشرة باللغة الروسية، فبعض القادة المشهورين في داعش مثل ابو عمر الشيشاني معروف أنه لايتكلم العربية، ومن المعروف أيضا أن كثير من القادة العرب في داعش يغلارونين من صورة الشيشاني كمقاتل متفلت من اي ضوبط، فعندما لايتحدث الشيشاني وجماعته اللغة العربية، عندها يمكن للمرء أن يتخيل ما يمكن ان  ينشأ من نزاعات وصراعات بين العرب وأفراد داعش الذين يتحدثون الروسية، كما أن التهشم الداخلي في التنظيم  ينعكس أكثر في نشرات الاخبار باللغتين الفرنسية والانكليزية المتوجهة الى ما  يسمى بالمهاجرين، وعادة ما تركز نشرات أخبار داعش على التقارير الميدانية والإنتصارات متفادية الخسائر.
 

أناشيد داعش  ليست بأغان دينية نمطية، فهي تنشر الكراهية والرعب ضد أي شخص لايتفق مع داعش، وعادة ما يستخدم داعش في هذه الأغاني كلمة خوارج .
 

ولعل أخطر ما يمكن أن يواجه استماع الأهل لهذه الإذاعة في الرقة، وما  يثير الرعب هو تركيز داعش على الأطفال، فتعاطي داعش مع الاطفال ومن دون شك يوضح سعي هذا التنظيم إلى غسل أدمغة الأجيال القادمة، وهنا لا بد من الإشارة الى البرنامج الاذاعي "من دون اعداد" فهو مثال نموذجي.. يبث مقاطع لآراء اطفال يُبدون سعادتهم  بالمنهاج المدرسي لداعش.

 

باختصار، فان بث اذاعة داعش في الرقة هو محاولة لعزل المدنيين عن الواقع وغسل ادمغتهم بدعايات مبنية على تفسيرات دينية خاطئة، لكنها أيضا تظهر التحديات التي يواجهها التنظيم  في امتصاص غضب المدنيين، وفي الوقت ذاته السيطرة على التشققات داخل صفوف التنظيم .