أخبار الآن | سوريا – حماة (مكسيم الحاج)

يتجاهل أزلام النظام في الأفرع الأمنية داخل مناطق سيطرته كبار المهربين الذين يُدخِلون يومياً آلاف الأطنان من البضائع المهربة عبر ميناء اللاذقية، في حين يلاحقون الدخّان المهرب ومعسل النرجيلة المهرّبة في المحال التجارية والبقاليات.

وأصدر النظام قراراً عبر مؤسساته بمنع بيع أنواع محددة من المعسل والسجائر، وذلك لكونها غير مجمركة بحسب قرار النظام، وبأن إدخاله إلى سوريا يتم عبر التهريب وهذا ما هو ممنوع في عُرف النظام، وبدأ تطبيق ذلك بداية في حماة منذ أيام.

فيما شهدت محلات بيع الدخان في حماة ومحلات البقالة حملات تفتيش أمنية للبضاعة، وما إن يجدوا معسل النخلة أو الدخان الممنوع يقومون بمصادرة بضاعة المحل جميعها وتكسير المحل فوق رأس صاحبه، أو اعتقاله في بعض الأحيان، وفقاً لنشطاء من مدينة حماة.

وكما بدأ النظام بتسيير دوريات أمنية لتفتيش محلات البقالة أيضاً، وذلك بهدف ملاحقة البائعين بشكل جدّي.

ويقول الناشط خالد -ناشط ميداني بحماة- لـ"أخبار الآن" إن "النظام بات همّه ملاحقة البضائع المهربة رغم بساطتها، ويتجاهل آلاف الأطنان من المواد المهربة التي يدخلها أزلامه عبر الموانئ دون أن يجرأ أحد على اعتراضهم، هذا هو نظام الممانعة، هذا هو نظام الفساد الذي يلاحق الصغار ويغض الطرف عن الكبار".

ويرى أن السبب وراء هذا القرار هو تحصيل المردود الجمركي لتلك البضائع، وتعويض خسائره الاقتصادية اليومية التي تكبدها في معاركه في عموم سوريا، بالإضافة إلى أن مسؤولي حماة الأمنيين باتوا يبيعون تلك البضائع المصادرة في الأسواق بشكل علني مرة أخرى بعد مصادرتها، ولكن بأسعار أغلى ثمناً، مع إجبار بعض المحال لدفع "خوّة" مالية من أجل عدم تعرّض محالهم للتفتيش.

وأضاف خالد، إلى أن الاستهتار الكبير من النظام تجاه ما يحدث وملاحقة أمور ليست بشيء يذكر أمام مئات القتلى من جنوده، وأمام خسارته لإدلب ولمناطق عديدة في سوريا قد أثار غضب كبير في صفوف مؤيدي النظام بريف حماة بشكل خاص، وفي حمص واللاذقية، وهذا ما اعتبروه استهانة كبيرة بأرواح من يدافع عنهم صباح مساء.

فيما أشار أحد التجار بحماة -رفض ذكر أسمه لدواع أمنية- بأن أسعار ما تم منعه في الأسواق قد زادت أسعاره بنسبة 10-15% في المحال التي سمح لها النظام بالبيع، بعد دفع "الخوّة" المطلوبة للأجهزة الأمنية ولضباطهم.

وأشار إلى أن هناك أخباراً كثيرة تؤكد بأن كبار ضباط النظام في المحافظات التي يسيطر عليها النظام عملوا على ملاحقة هذه الأنواع بشكل خاص عقب صفقات تم عقدها لاحتكار هذه البضائع وللتحكم بسعرها ورفعها، كما فعلوا سابقاً في الأرز والسكر والطحين الأبيض منذ شهور.

وفيما مؤيدو النظام يدفعون أرواحهم ثمناً لبقاء الأسد وعائلته على عرش سوريا، يلاحق الأسد سجائر الدخان ومعسل النرجيلة سعياً وراء المال، ليطوّع جنوداً جدد للدفاع عنه وعن بقاءه مهما كلفّه الأمر من أرواح يدفعها ثمناً لرئاسة سوريا.