أخبار الآن | بيروت – لبنان – (مالك ابو خير)

كل شهرين أو اكثر يعلو الصراخ على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل السوريين بعد تسريب صور لمعتقلين استشهدوا تحت التعذيب، وتبدأ الامهات والاقارب بالتعرف الى جثث ابنائها وكأن من يسربهم يريد ان يوصل الخبر لذويهم لكن بطريقة متقطعة وعلى دفعات، وقد نجح الى حد ما في هذه اللعبة فالصور يتم تنزيلها ولا تجد اي رد فعل من قبل المجتمع الدولي وتحول الشهداء الى ارقام، فعندما وضعت اجهزة الامن السورية على جثث الشهداء ارقاماً تعرف بهويتهم، كان هدفها تحويل آلاف الاشخاص الى مجرد ارقام قتلت، وان تذهب بهذا الملف الاجرامي طي النسيان، فالنظام يعلم تمام العلم أن صور الشهداء لن تصل الى الاعلام العالمي.

وكما كانت وسائل التواصل الاجتماعي اهم مكان لتسريب الصور، منها ايضاً انطلقت حملة تفاعل معها الكثير من السورين وغير السوريين تحت اسم " السوريون ليسوا ارقامًا" وبات النشطاء يضعون صورهم مع ارقام على جباههم كنوع من التضامن مع الشهداء الذين تم تسريب صورهم.

رامي العاشق شاعر وكاتب فلسطيني سوري احد المشاركين في الحملة اكد لاخبار الان ان هذه الحملة قادرة على التأثير في الرأي العام حيث يقول: "هكذا حملة تؤثر لكنها لا تكفي، ويجب أن يتكامل العمل ليثمر شيئا أكثر جدوى من التضامن والاستعطاف، كل حسب قدرته طالما أن العالم والسياسيين لم يستطيعوا إيجاد حل للمجزرة، البحث عن العدالة قد يجدي نفعاً، فنحن نريد ثورة أكبر من حدود سوريا ﻷن المجزرة صارت أكبر منها".

وعن اهمية ودور العمل الجماعي يقول رامي :" نعم تعتمد على العمل الجماعي ولكن ليس في إيصال الفكرة وحسب؛ بل في خلق وإبداع عمل حقيقي خارج إطار التجاذبات والاختلافات والثنائيات المتناحرة التي أفرزتها السلطة الاستبدادية، ربما أصبحنا ثنائيات متناحرة حقا (علماني- متدين) (سلمي-مسلح) إلا أننا ربما لن نختلف على الضحية .. الضحية هنا .. حقيقة مثبتة حتمية لا تقبل الشك أو النفي .. ربما هي الشيء الوحيد المتبقي لنتفق عليه في هذا الخراب".

وعن الصوت الانثوي في الحملة ترى ليات بنّا وهي ناشطة وطبيبة فلسطينية مشاركة في الحملة ان ايصال اصوات النساء اللواتي قتلن تحت التعذيب في السجون السورية له دور مهم في ايصال صوتها للعالم كما تؤكد على اهمية تطوير الحملة من مواقع التواصل الاجتماعي الى ساحات الاعتصامات حيث تقول: "لا ننكر الدور الذي لعبته مواقع التواصل الاجتماعي في الربيع العربي، وبات من الممكن ايصال اي فكرة عبر هذه المواقع لكونها تستقطب عددًا كبيرًا من فئة الشباب والتي من الممكن ان تتفاعل مع الحملة، لكن هذه يجب ان تكونَ خطوةً نحو انتقال العمل نحو الاعتصامات في مدن عدة ولا انكر انه لابد من التنسيق لها وبقوة حتى نستطيع انجاح مثل هكذا اعتصامات وايصال الصوت".

تامر تركماني وهو مصور سوري شارك بالحملة ايضا لكن لم يقتصر على مواقع التواصل الاجتماعي حيث قام بجمع اكثر من 50 الف صورة لشهداء ماتوا تحت التعذيب او خلال اعدامات ميدانية وبجهد فردي ومن ثم قام بطباعتها على لوحة وصل طولها الى 170 مترًا وتم عرضها امام البيت الابيض بواشنطن حيث يقول: "هدفت من عملي ان اوصل صوت المعتقلين وما يحدث لهم الى اكبر فئة ممكنة مستفيدًا من وجودي خارج سوريا وقد عملت على عرض هذه اللوحة في عدة اماكن مع شرح لكل من شاهدها عن الفظائع التي ترتكب بحق المعتقلين والسوريين، وحاليا اقوم بتكبير اللوحة  لتشمل 100 صورة وليصبح طولها 300 متر".

جميع من تجده في هذه الحملة من سوريين من مختلف اطيافهم جميعهم يضعون صورهم بشكل مشابه لصور الشهداء ضمن عمل جماعي وحس واضح باهمية ايصال هذه القضية الى اوسع فئة من المجتمع الدولي، لعل هذا المجتمع يتحرك ولو لمرة واحدة ويشعر بما يحدث من فظائع بحق السوريين.