أخبار الآن | إدلب – سوريا – (مصطفى جمعة) 

شكلت سيطرةُ الثوار مع عدد من الفصائل المسلحة على مدينة ادلب ، ضربةً قوية للنظام ونقطةَ تحول في الثورة السورية لِما للمدينة من أهمية استراتيجية. وقد أكد الثوار من الجبهة الشامية المشاركة في التحرير أنهم حرصوا على حماية المدنيين مهما كانت طوائفهم وانتمائاتهم، فضلا عن المحافظة على الممتلكات العامة والخاصة من السرقة و التخريب. مراسلنا مصطفى جمعة تجول في مدينة إدلب ووافانا بالتقرير التالي. 

إنها مدينة إدلب, تفرح شوارعها بمن إشتاقت لإحتوائهم منذ أربع سنوات, و تسعد أحياءها بهذه اللحظات التاريخية, المسطرة بدماء من قتل في سبيل تحريرها.

المدينة التي لطالما كان النظام يتغنى بسيطرته عليها, ها هي اليوم تحت سيطرة الثوار, الذين جمعهم هدف واحد هو تحرير المدينة, و إبراز صورة الثورة كما يجب, في حماية المدنيين على إختلاف إنتمائهم..

يقول أبو أحمد المقاتل في الجبهة الشامية: "كل إنسان لم يشارك بالقتال ضدنا, يبقى في بيته في ماله في رزقه, هو أخٌ لنا, مهما كانت طائفته, مسيحي علوي شيعي درزي, كل هؤلاء جزء من سوريا إن لم تتطلخ أيديهم بالدماء".

وكخطوة أولية لحماية الممتلكات العامة والخاصة من السرقة و التخريب, وزعت الفصائل المشاركة بتحرير إدلب مقاتليها على ضفاف الطرق داخل المدينة, بالإضافة لدوريات جوالة هدفها توفير حاجة المدنيين من مياه وطعام وغيره, هذا فضلاً عن تأمين العوائل التي تريد الخروج من المدينة خوفاًمن القصف.

يضيف أحمد المقاتل في الجبهة الشامية: "نحن تعاملنا مع المدنيين بما يمليه علينا ديننا وشريعتنا, مسيحين ومسلمين, كانت هنالك هيئة ولجنة لتقديم الخدمات للمدنيين, لا سيما تقديم طعام وتأمين طرق وسيارات لإجلائهم".

وبتحريرها مدينة إدلب وحفاظها على الممتلكات وتسييرها لأمور المدنيين, تكون الفصائل المشاركة قد أعطت أنموذجاً واضحاً عن الثورة وأهدافها في بناء سوريا, مكذبةً روايات النظام الذي يسعى للتفرقة بين السوريين, وزرع الفتنة الطائفية والعرقية.

ما كان يسمى بالمربع الأمني والذي يضم أبنية كثيرة منها الأمن الجوي وقصر المحافظة و السكن الشبابي, والتي كانت تتمركز فيها قوات النظام, كل تلك الأبنية هي اليوم تحت سيطرة ثوار إدلب, والذين أخذوا على عاتقهم حماية الممتلكات العامة والخاصة وإخلاء المدنيين من تحت قصف طائرات نظام الأسد.