أخبار الآن| الرقة – سوريا – (مسار برس)
يواصل التنظيم الارهابي تجنيد الأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرته ولا سيما محافظة الرقة، حيث استغل التنظيم عدم إدراك هذه الفئة للمخاطر المترتبة على الانخراط في المعارك التي يخوضها، وعمد إلى ضم الأطفال لصفوفه من خلال الترغيب والترهيب، لتخسر بذلك الرقة جيلا بأكمله خصوصا أن أكثر من 5 آﻻف طفل أُجبروا على ترك مدارسهم والانضمام إلى معسكرات التنظيم الذي ﻻيهمه سوى مبايعة خليفة المسلمين، على حد تعبير عدد من المسؤولين عن العملية التعليمية في الرقة الارهابي.
وأكد عدد من الناشطين في الرقة أن تنظيم داعش يتبع أساليب عديدة للتأثير على الأطفال من أجل كسب تأييدهم له وتشجيعهم على القتال إلى جانبه بحجة قتال الكفار والدفاع عن دين الإسلام.
وقال أحمد الحسن أحد المدرسين في المدينة لـ"مسار برس" إن قيام تنظيم داعش بإغلاق المدارس دفع آلاف الأطفال إلى الانضمام لصفوفه، مضيفا أن التنظيم يحاول التأثير على الأطفال من خلال الدروس الدينية التي يجبرهم على سماعها في المساجد والتي تشجعهم على الجهاد، كما يقوم بتوزيع الهدايا على الأطفال في المساجد والطرقات لكسب ودهم والتقرب منهم حتى يُقبلوا على الانضمام لمعسكرات التدريب.
وأشار الحسن إلى أن الأهالي يشاهدون بحسرة أطفالهم وهم يرتدون زي تنظيم داعش ويحملون الأسلحة ليقاتلوا إلى جانب التنظيم الذي يدفعهم إلى ساحات القتال ليُقتلوا هناك.
من جهته، ذكر أبو عبد الله أحد المنشقين عن تنظيم داعش لـ"مسار برس" أن التنظيم فتح باب اﻻنتساب أمام الشباب في المناطق التي يسيطر عليها، ما دفع عددا منهم إلى الانضمام لصفوفه كمقاتلين، لافتا إلى أن التنظيم قام بتعيين شباب من محافظة الرقة في بعض المناصب المهمة ليغريهم أكثر في الانضمام إليه، ولكن بعد فترة قام بعزلهم جميعا واستبدلهم بأشخاص قدموا من خارج سورية.
وأضاف عبد الله أن السياسة التي اتبعها التنظيم أدت إلى عزوف الشباب عن الانضمام لصفوفه كما أن زج المنتسبين الجدد في المعارك أدى إلى مقتل الكثير منهم وهذا الأمر دفع التنظيم إلى تجنيد الأطفال لتعويض النقص في صفوفه.
بدوره، أشار أبو علاء إمام أحد مساجد مدينة الرقة إلى أنه بعد أن خسر تنظيم داعش معركته في مدينة عين العرب قام بإقحام شباب المدينة في المعارك لسد النقص الحاصل في صفوفه، كما أصدر ديوان الأوقاف والمساجد تعميما طالب خلاله خطباء المساجد بدعوة الشباب للالتحاق بصفوف التنظيم.
وأضاف أبو علاء أن إذاعة تنظيم داعش التي تبث داخل المدينة لا تتوقف عن مطالبة الأهالي بالانضمام إلى صفوفه مقابل مبالغ مالية طائلة مستغلة حاجتهم نتيجة الأوضاع المتردية في المدينة، مؤكدا أن التضييق الذي يمارسه التنظيم على مدينة الرقة حول حياة الشباب والأطفال إلى كابوس.
وكان تنظيم داعش كشف النقاب العام الماضي عن تأسيس معسكر "أشبال الزرقاوي" لتدريب الأطفال، حيث اعتبر مجموعة من الخبراء أن هذا المعسكر يتشابه مع معسكر آخر للقاعدة كان يعرف بـ"طيور الجنة" تم تأسيسه في العراق منذ نحو 10 سنوات لتدريب الأطفال على المهام العسكرية، ومنها التفجيرات الانتحارية.