أخبار الآن | اسطنبول – تركيا – (مار أحمد عمر)
لأن الفن بكل أشكاله هو أكثر قربا من الشعوب وأكثر صدقا في التعبير عن آمالهم وآلامهم، ولأنه استُخدم كأداة التوثيق الرئيسة. أنتجت الثورة السورية خطاً فنيا يوثق أحداثها، فبين أهازيج وأغانٍ، ورسومات وجداريات وأعمال فنية مختلفة خلدت ذكرى الثورة السورية. تقرير مراسلنا من مدينة اسطنبول مار احمد عمر.
طالما كان الفن انعكاساً للواقع وفي ذات الوقت متنفس للتمرد عليه ورفضه, اتخذه السوريون باختلاف أشكاله سلاحاً حرروا به أرواحهم لتنطلق بفضاء الحرية كمن سبقوهم ضمن ثورات الربيع العربي, فمع اشتعال فتيل الثورة بأول خَطةِ قلم بيد أطفال درعا, كسرت القيود ليستطيع السوريون التعبير عن ذاتهم وإيصال صوتهم عبر رسومات فنية تخطت الحدود، وتراتيل ثورية صدحت بها الساحات العامة وأسمعت العالم الأصم.
وبالرغم من هيمنة الطابع العسكري اليوم, إلا أن السوريين مازالوا يؤمنون بالفن كرسول لقضيتهم وقد تجلى ذلك باحتفالات اللاجئين منهم في مدينة اسطنبول التركية ضمن إحياء الذكرى الخامسة لانطلاق شرارة الثورة فصدحت الحناجر بأغان يعتبرونها من الزمن الجميل.
أحمد النعمان أحد منظمي فعاليات إحياء الذكرى: " لقد استخدمنا كافة أشكال الفنون للتعبير عن ثورتنا وحلمنا في الحرية والكرامة بدءاً باللافتات و الرسومات الجدارية وانتهاءً بالرقص والغناء والتمثيل,,رسالتنا التي أردنا إيصالها في فعالياتنا هذه بأنه ورغم أننا خارج الوطن إلا أن الوطن ما يزال فينا ".
ولان الكشف عن المرض هو أولى خطوات العلاج,اتخذ مسرحيين و نشطاء على عاتقهم تسليط الضوء على معاناة المواطن السوري باختلاف توجهاته و تطلعاته بالإضافة إلى نقد الأخطاء والعثرات التي وقعت بها الثورة كعدم إدراك عواقب احتضان بعض التنظيمات الإرهابية التي تحاول اليوم القضاء على ما تبقى منها.
شاهين شيخو مخرج مسرحي: "يحكي العمل اليوم عن سخرية المواطن السوري من الموت ومع مرور أربعة أعوام من عمر الثورة دون تحقيق الهدف فأصبح يجب علينا أن نتكلم عن الأخطاء والسلبيات التي وقعت بها الثورة ليرى كل منا ما يمكن فعله لإعادتها إلى مسارها الصحيح وبما يخص طرحنا اليوم بان تنظيم داعش والنظام وجهان لعملة واحدة فقد نقدنا أنفسنا بأننا كنا عامل رئيسي لتطور التنظيم وغيره من التنظيمات الإرهابية.