أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (عطاء الدباغ)

في مثل هذا اليوم .. الثامن عشر من آذار عام 2011، انتشرت المظاهرات في مختلف أنحاء سوريا، وكان أبرزها في درعا، حيث انطلقت مظاهرات حاشدة، شارك فيها عشرات الألوف احتجاجا على الاعتقالات والقمع التي مارسها النظام الأسدي ضدهم، وردد المتظاهرون هتافات تنادي بالحرية والكرامة.. التقرير التالي يخبرنا عن شرارة الثورة السورية.

أربعة أعوام مضت .. ومازالت ثورة الكرامة مستمرة، هكذا سماها أبناء درعا، حينما نادوا في الثامن عشر من آذار، من عام 2011، مطالبين بإسقاط حكم الأسد، واسترداد ماجبلت عليه نفوس أبنائهم من اعتزاز بالكرامة.

أطفال درعا كان لهم السبق في إطلاق شرارة الثورة، فعلى سجيتهم، كتبوا على جدار مدرستهم "الشعب يريد إسقاط النظام"، فجرت حروفهم الثورة السورية، واعتقل الطلاب على كتابتهم، فخرج الأهالي مطالبين بإطلاق سراحهم، إلا أن النظام أبى أن ينفذ مطلبهم، فخرجوا في حراك سلمي إلى ساحات وميادين درعا، مرددين ماكتب الأطفال من قبلهم … (صور من إحدى المظاهرات في درعا وهم يرددون "الشعب يريد إسقاط النظام") .

في مثل هذا اليوم من عام 2011 .. لقي أول سوري مصرعه برصاص قوات النظام، وفي ذات اليوم، اعتقل العشرات، لتحلق بعد ذلك الطائرات في سماء المحافظة، في مشهد أبكى قلوب السوريين وهم يشاهدون طائرات بلادهم، تُوَجَهُ إلى غير أهدافها.

وعلى مدار السنوات الأربع، تمكن ثوار درعا من تحرير العديد من المدن والقرى، من أكبرها مدينة نوى والشيخ مسكين وجاسم وطفس وداعل، وتمكنوا من تحرير ما يفوق الخمسين بالمئة من مساحتها، واستطاع الثوار كذلك، الربط بين ريف درعا ومحافظة القنيطرة وصولا إلى الجولان، وفتحوا الطريق الى ريف دمشق الغربي، والقضاء على اللواء 112 واللواء 82، الذي يعتبر أكبر ألوية الدفاع الجوي في سوريا.

درعا .. مهد الثورة السورية، تلك المحافظة التي صرخت للحرية، انتشرت أهازيجها بين حارتها وأزقتها، منشدة أجمل العبارات البطولية، في هذا اليوم، تبقى المحافظة واجهة للثورة، وبوصلة للسوريين ترشدهم إلى درب الحرية.