أخبار الآن | باريس – فرنسا – (جنان موسى)
بعد أربع سنوات من بداية الثورة السورية، يعيش الناشط السوري بشكل عام في حالة تشتت وضياع./ القليل منهم بقي في الداخل السوري بينما اغلبيةُ الناشطين لقوا حتفهم او لجأوا الى اوروبا./ معاوية حموّد ناشط من ريف دمشق موجود حاليا في فرنسا. /قصته في التقرير التالي لموفدتنا جنان موسى.
من قمة برج ايفل الشهير، يتأملُ الناشطُ السوريُّ معاويةُ حمود المدينةَ التي يسكنُ فيها.
يا لَلْفرق بينها وبين سوريا!
منذ مدةٍ قصيرةٍ كان معاويةُ يتنقلُ في أحياءِ دمشقَ وريفِها حيث عُيِّنَ ناطقًا باسم لجانِ التنسيقِ المحلية.
لكنه اليومَ لاجئٌ في باريس، المدينةِ الحُلمِ التي تتربعُ على عرشِ الجمال في العالم.
نتركُ برجَ ايفل خلفَنا ونتوجَّهُ إلى منزل معاويةَ القريبِ من هنا.
لعلَّ معاويةَ واحدٌ من اللاجئينَ السوريينَ المحظوظين.
قَدِمَ إلى فرنسا لاجئًا بطريقة شرعية، وهو ما جعل السلطاتِ الفرنسيةَ توفرُ له غرفةً في منزلٍ للصَّحفيين ومصروفًا شهريًا حتى يجدَ عملا مناسبا.
غرفتُه تذكِّرُه بسوريا دائما ربَّما لأنها مطلةٌ على مَقبرة!
يصطحبني معاويةُ في جولةٍ في المنزل الصَّحفي الذي يعيشُ فيه.
سألتُه لماذا رحلَ عن سوريا؟
في بلده تنقَّلَ على خطوطِ التماس. عاش الحصارَ ونقلَ إلى العالم مشاهدَ الهجومِ الكيمياويِّ في مدينتِه مُعَضَّمِيةِ الشام.
ما أهمُّ الأخطاءِ التي مرتْ بها الثورة؟
على الرَّغم من القِصص الأليمةِ التي يَحْمِلُها، يحاولُ هذا الشابُ أن يبقى متفائلا. لكنه صُدِمَ في الأيام الأخيرة بالهَجَمَاتِ الإرهابيةِ التي ضربتْ فرنسا.
قربَ منزلِه، مطعمٌ شاميٌ صغير. هنا يلتقي معاويةُ أصدقاءَه السوريين. رائحةُ الكبابِ والفلافل تفوحُ في المكان وتعيدُ بعضًا من ذكرياتِ الوطن.