أخبار الآن | طرابلس – لبنان – (مالك أبو خير)

دخلت اللجان الشعبية التابعة لنظام الاسد الحي الذي نسكنه في مدينة حمص، وقاموا بحملة عشوائية اعتقلوا على اثرها كل من تبقى من رجال وشبان في الحي، من بينهم زوجي وتم وضعهم في سيارات ومن ثم تم ترحيلهم الى مكان مجهول ولم أعرف مصيرهم حتى اليوم.

عندما بدأ القصف على الحي الذي نسكنه نتيجة انطلاق المظاهرات اصر زوجي على الخروج خارج الحي خوفاً علينا من الموت، وبقينا فترة من الزمن خارجه الا ان دخله الجيش وانتشرت الحواجز فيه فعدنا على أمل العيش بسلام من دون أي اذى، وقد تحملنا كل ظروف الحياة القاسية نتيجة الفقر وعدم توفر الخدمات انا وزوجي واطفالي الا ان دخلت قوات اللجان واعتقلته، وقد بقيت بعد اعتقاله فترة قصيرة كانت الحياة قاسية بغيابه، كان اشبه بحصار فبعد الساعة الرابعة لا يُسمح لنا بالحركة ولا حتى شراء الاغراض اللازمة -هذا ان توفرت- فما كان مني سوى الخروج نحو لبنان واللجوء فيها.

في الحدود السورية خرجت انا واطفالي ومعي اختي وزوجها واطفالها، وحين وصلنا ادخلوني الى الضابط المناوب ومنعني في البداية من العبور نحو لبنان، حيث بدأ بطرح الاسئلة عن مكان زوجي واذا ما كان موجوداً في حمص المحاصرة في ذلك الوقت يقاتل ضد النظام، وبالرغم من انني اجبته عن عدم معرفتي بمكانه وانه تم اعتقاله من قبل اللجان الشعبية الا انه اصر على انه موجود يقاتل ضد النظام، وبعد نقاش طويل اخذ مني الوصاية الشرعية وهي الوثيقة القانونية الوحيدة التي تساعدني في اثبات وصايتي على اطفالي ومن ثم سمح لي بالعبور الى لبنان ولم أفهم لماذا فعل هذا معي؟، فاخذه للوصاية منعني من التسجيل في الامم المتحدة او في الجمعيات، كان تصرفاً مقصودا منه لتوجيه ضرر لي ولاطفالي، ولا املك شهادة وفاة له.

حاليا اقيم بمسجد بمدينة طرابلس اللبنانية منذ سنة ونصف ومعي عائلات اخرى، فهو المكان الوحيد الذي استطعنا اللجوء اليه نتيجة الفقر، وحاليا سيتم اخراجنا منه نتيجة لكونه بحاجة لاصلاحات واعادة ترميم وقد طلب منا الخروج والبحث عن مكان اخر للسكن، وانا الان في حيرة من امري فلا املك ثمن ايجار منزل ولا مكان اتوجه اليه للسكن، وقد طلبت كثيرا من الجمعيات تأمين ثمن ايجار منزل او حتى تأمين مكان للسكن مع اطفالي منذ ثلاثة اسابيع حتى اليوم لكن دون نتيجة.

لا اريد شيئاً سوى الستر لي ولأطفالي لا اريد شيئاً آخر، واذا انقطع الامل بي ليس امامي سوى ان اعود انا ومع امرأة مصابه الى سورية والعيش هناك وتحمل كل الظروف، فكيف لي الصمود في لبنان اذ لا استطيع تأمين وجبة طعام واحدة لاطفالي، فالامم المتحدة التي كنت اعتمد عليهم نوعاً ما قد اوقت لعدة اشهر مساعداتها لنا، فبعد هذا العجز العودة الى سوريا افضل وحتى لو كان مصيري ومصير اطفالي كما مصير زوجي لا يهم فهو أفضل من البقاء في حياة التشرد التي اعيشها هنا.

هذه القصة للسيدة فاطمة والتي لديها 3 أطفال اعمارهن 12 – 11 – 8 وطفل عمره 3 منذ يوم فقده والده، وقد توجهت عبر موقع اخبار الآن لتقديم شهادتها بما حدث معها داخل سوريا وحتى وصولها الى لبنان.