أخبار الآن | الرياض – السعودية – (وكالات)
 

أعلن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، في كلمة ألقاها يوم الثلاثاء أنه سيكافح الفساد ويتصدى لكل من يهدد استقرار المملكة و أنه لن يسمح لأحد بالعبث بأمن واستقرار المملكة وأكد الملك سلمان أن السياسة الخارجية للمملكة ستظل ملتزمة بتعاليم الإسلام كما تحدث عن جهود لتعزيز الوحدة العربية والإسلامية في مواجهة التهديدات.

 قال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في كلمة يوم الثلاثاء إنه سيعمل على بناء اقتصاد قوي ومتين لا يعتمد بشكل رئيسي على النفط وتعهد بالسعي لتوفير الوظائف للشباب وتوفير السكن بشكل عاجل للمواطنين.

وأكد الملك سلمان أنه سيكافح الفساد ويتصدى لكل من يهدد استقرار المملكة أكبر مصدر للنفط في العالم.

وأوضح العاهل السعودي في كلمته التي أذاعها التلفزيون السعودي والتي حدد فيها معالم عهده أن خطته الاقتصادية ستشمل العمل على تنويع مصادر الدخل وتوفير السكن والخدمات.

وقال "سوف نعمل على بناء اقتصاد قوي قائم على أسس متينة تتعدد فيه مصادر الدخل وتنمو من خلاله المدخرات وإيجاد فرص العمل في القطاعين العام والخاص وتشجيع المؤسسات المتوسطة والصغيرة على النمو ودعمها لتكوين قاعدة اقتصادية متينة لشريحة كبيرة من المجتمع."

وأضاف "ستكون السنوات القادمة زاخرة بإنجازات مهمة بهدف تعزيز دور القطاع الصناعي والقطاعات الخدمية في الاقتصاد الوطني."

وتابع "عازمون بحول الله وقوته على وضع الحلول العملية العاجلة التي تكفل توفير السكن الملائم للمواطن."

وتولى الملك سلمان حكم البلاد عقب وفاة أخيه الملك عبدالله في يناير كانون الثاني الماضي.

وفي إشارة إلى الفوضى التي تهدد المملكة من المناطق المحيطة بها قال العاهل السعودي إنه لن يسمح لأحد بالعبث بأمن واستقرار المملكة.

وقال "نقول لأبنائنا وبناتنا ولكل من يقيم على أرضنا إن الأمن مسئولية الجميع ولن نسمح لأحد أن يعبث بأمننا واستقرارنا‭."

وأكد أن السياسة الخارجية للمملكة ستظل ملتزمة بتعاليم الإسلام كما تحدث عن جهود لتعزيز الوحدة العربية والإسلامية في مواجهة التهديدات.

وقال "سياسة المملكة الخارجية ملتزمة على الدوام بتعاليم ديننا الحنيف الداعية للمحبة والسلام وفقاً لجملة من المبادئ أهمها استمرار المملكة في الالتزام بالمعاهدات والاتفاقيات والمواثيق الدولية."

وأضاف "كما أننا سائرون إلى تحقيق التضامن العربي والإسلامي بتنقية الأجواء وتوحيد الصفوف لمواجهة المخاطر والتحديات المحدقة بهما."

وتابع بقوله "اهتمت المملكة بمكافحة التطرف والإرهاب بجميع صوره وأشكاله أياً كانت مصادره والتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة والهيئات الدولية في مكافحة هذه الآفة البغيضة عبر اجتثاث جذورها ومسبباتها."

ويرث سلمان عن أخيه اقتصادا يواجه أكبر التحديات منذ اندلاع الأزمة المالية العالمية في 2009 مع هبوط أسعار النفط بنحو 50 بالمئة منذ يوليو تموز الماضي إذ لا يزال النفط يمثل أكثر من ثلاثة أرباع إيرادات المملكة.

وأكد الملك سلمان على أن المملكة ستواصل عمليات التنقيب عن النفط والغاز رغم انخفاض أسعار الخام.

وقال "ما يمر به سوق البترول من انخفاض للأسعار له تأثير على دخل المملكة إلا أننا سنسعى إلى الحد من تأثير ذلك على مسيرة التنمية وستستمر عمليات استكشاف البترول والغاز والثروات الطبيعية الأخرى في المملكة."

وأعلنت الحكومة السعودية في ديسمبر كانون الأول عن إنفاق قياسي قيمته 860 مليار ريال (229.3 مليار دولار) لعام 2015 وقالت إنها قد تلجأ للسحب من احتياطياتها الضخمة لتمويل عجز متوقع في الموازنة بسبب هبوط أسعار النفط.

ولم يحدد الملك في كلمته يوم الثلاثاء تفاصيل خطته للحد من اعتماد المملكة على إيرادات النفط على المدى الطويل أو تعيين السعوديين في بعض من ثمانية ملايين وظيفة يشغلها وافدون أجانب.

وفي أواخر يناير كانون الثاني أجرى الملك سلمان تعديلا حكوميا أبقى فيه على وزراء المجموعة الاقتصادية الرئيسية دونما تغيير الأمر الذي يرى كثير من المراقبين أنه ينبئ بأنه ليس متوقعا في الوقت الحالي إجراء إصلاحات كبيرة مثل خفض الدعم على منتجات الطاقة أو تعديلات ضريبية كبيرة.

وأبقى الملك سلمان على وزير العمل عادل فقيه في منصبه في إشارة إلى أنه سيواصل سياسة الدفع بمزيد من السعوديين لسوق العمل.

وقال العاهل السعودي في كلمته يوم الثلاثاء مخاطبا الشباب السعودي "أبناؤنا وبناتنا…أنتم استثمار المستقبل للوطن ونحن حريصون كل الحرص على إيجاد فرص العمل بما يحقق لكم الحياة الكريمة وعلى الحكومة والقطاع الخاص مسؤولية مشتركة في هذا الجانب."

ووصف الملك سلمان رجال الأعمال في المملكة بأنهم "شركاء في التنمية" وطالبهم بالإسهام بمبادرات واضحة في مجالات التوظيف والخدمات الاجتماعية والاقتصادية.

ويقول أشخاص يعرفون الملك الجديد إن سلسلة الإصلاحات المحتملة قد لا تركز على حل قضايا المدى الطويل ولكن على تقديم الدولة لخدمات أفضل وعلى الحد من الفساد.