أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (عطاء الدباغ)
فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على رجل أعمال سوري، يقول الاتحاد إنه اشترى نفطا لأجل سوريا من تنظيم داعش الذي أعلن عنه نظام الأسد عدوا له. وذكر الاتحاد في جريدته الرسمية أن رجل الأعمال يقدم مساعدة للنظام ويستفيد منه عن طريق دوره كوسيط من أجل شراء النظام السوري النفط من تنظيم داعش. تفاصيل أوفى في سياق التقرير التالي .
لم يكن تحرك داعش صوب منطقة الشمال السوري واستيلاؤه على أجزاء واسعة منها بمحض الصدفة، فالتنظيم غدا الآن أغنى التنظيمات الإرهابية في العالم، خاصة بعدما استولى على آبار النفط، التي تدر عليه يوميا 3 ملايين دولار تقريبا وفق ماصرح به خبراء الاقتصاد. مبلغ كبير يدفع إلى طرح سؤال مفاده، من يشتري نفط داعش؟
الاتحاد الأوروبي وفي تقرير صادر عنه، أجاب عن جزء من هذا السؤال، حيث كشف الاتحاد عن دليل واضح وضوح الشمس، يثبت أن النظام السوري هو أحد أكثر المشترين لنفط داعش. وأن عمليات الشراء تمت عن طريق رجل أعمال سوري يدعى جورج حسواني، عمل وسيطا في عقود نفط بين النظام والتنظيم. وبهذا يفند كل ما كان يدعيه نظام الأسد خلال أربع سنوات مضت، بأن حربه هي حرب ضد الإرهاب والإرهابيين؛ وما تجارته وشراكته مع هذا التنظيم، إلى برهان واضح على كذبه وافتراءه.
وكثيرا ما اتهم مسؤولون غربيون النظام السوري بشراء نفط من داعش، إلا أن تقرير الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع، يحتوي على بعض من أبرز الاتهامات تفصيلا حتى الآن، كما يأتي في أعقاب تصريحات بريطانية صادرة عن وزير الخارجية فيليب هاموند، يتهم فيها النظام بشراء شحنات نفط من داعش، معتبرا حرب النظام على التنظيم، مجرد كذبة.
التعاون بين النظام والتنظيم بدى جليا أيضا في ساحات القتال، حيث أضحى التعاون بين الطرفين أكثر وضوحا، خاصة مع فتح التنظيم جبهات جديدة في الريف الشمالي لدير الزور، من أجل تخفيف ضغط الثوار عن قوات الأسد في جبهات الساحل والمناطق الوسطى.
وفي موقف مماثل أيضا، تكشف مصادر معارضة عن قيام قوات الأسد في الأيام الماضية، إلى تكثيف قصفها لتأمين دخول أفراد داعش، وظهر ذلك واضحا في القصف الجوي الذي شمل مدينة العشارة، وذلك من أجل قطع إمدادات الجيش الحر عن مدينة البوكمال.
د.سمير تقي – مدير مركز الشرق للبحوث
وفي هذا الصدد قال الدكتور سمير تقي مدير مركز الشرق للبحوث، أن العمليات التجارية الجارية بين النظام السوري وتنظيم داعش، باتت لا تخفي على الخبراء والعالم، فقد أصبح معروفا بأن النظام يشتري عبر الوسطاء أمثال جورج حسواني النفط من التنظيم، وأن الجديد في الأمر هو فرض عقوبات على هذا الوسيط، مشيرا أن تلك العقوبات غير كافية، لكنها من المؤكد بأنها ستحد من نشاطه في أوروبا، فضلا عن تقييد زياراته الدولية.
وقال سمير تقي إن جورج حسواني، هو ليس مجرد وسيط للنظام، بل تربطه الكثير من العلاقات التجارية، فضلا عن تزويد الكثير من المليشيات التابعة للنظام بالسلاح.
أما عن الناحية الميدانية المرتبطة بين النظام والتنظيم، فقال تقي إن قصف النظام السوري لمناطق داعش لا يزيد عن نسبة 4 في المئة، وتأتي هذه الضربات في حال تخطى مقاتلو التنظيم الخطوط الحمراء المتفق عليها، مثل الدخول في منطقة قريبة للنظام.
وعن خدمات أخرى قد يستفيد النظام السوري منها من خلال تنظيم داعش، قال تقي إن المناطق التي سيطرت عليها داعش بعد معارك مع الثوار، كلها تصب في مصلحة النظام، كما ان النظام يستفيد من الخدمات التي تأتيه من التنظيم، والمتعلقة بمحصول القمح، والاستفادة من الكهرباء الآتية من سد الفرات وسد الطبقة، فضلا عن النفط والمحاصيل الزراعية.