اخبار الآن | بغداد – العراق – ( وكالات)
ردت الحكومة العراقية على جريمة داعش الخاصة بتدمير آثار متحف الموصل، بإعادة فتح المتحف الوطني العراقي في بغداد، بعد نحو اثني عشر عاما من نهبه.
وكان المتحف قد فقد أكثر من خمسة عشر ألف قطعة أثرية، تمكنت السلطات من استعادة ثلثها فقط.
وأكد رئيس الوزراء حيدر العبادي خلال افتتاحه المتحف العراقي في بغداد أنه سيلاحق المتطرفين الذين دمروا الآثار في الموصل وسرقوا الكثير منها مطالباً مجلس الأمن والأمم المتحدة بمساعدة بلاده في إعادة الآثار.
وفي وقت سابق، أبدى علماء وخبراء في الآثار مخاوف على مصير مواقع أثرية في شمال العراق، بعضها على لائحة التراث العالمي، بعد أيام على نشر تنظيم داعش في العراق تسجيلاً مصوراً يظهر تدمير آثار وتماثيل تاريخية في الموصل.
وتشمل هذه المواقع مدينة الحضرة التاريخية المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو"، ونمرود.
وفي مداخلة له مع أخبار الان عبر الاقمار الصناعية قال خبير الجماعات المتشددة فؤاد حسين ان كثيرا من الخبراء والمتابعين لهذه المسألة يعتقدون ان داعش يدمر الاثار الكبيرة التي لا يستطيع نقلها وبيعها عبر الحدود عبر المهربين الى تركيا او الى مناطق الشمال يقومون بتدميرها.
وأضاف ان امر تدمير الاثار لم يقتصر على ما شاهدناه من صور مؤلمة لما حدث في متحف الموصل، فقبلها دمروا مقام النبي شيت في الموصل الذي بني قبل الف وثلاثمئة عام ودمروا مقام النبي يونس وهو ايضا قديم جدا، وثبله ايضا دمروا سور نينوى الذي يعود الى العصر الاشوري.
وتابع حسين قائلا ان عملية تدمير الاثار والاماكن التاريخية عملية ممنهجة، اذ تعتبر الاثار المصدر الثاني لدخل داعش المادي بعد تصدير البترول.
وقال على سبيل المثال ذكر بعض مهربي الاثار على الحدود التركية السورية ان قطعة الاثار الاشورية بيعت بمبلغ مليون دولار، في حين ان كامل دخل داعش كان في الشهر الثامن من العام الماضي مليون دولار، ما يعني ان تهريب الاثار له عوائد مالية كبيرة جدا تسهم في تقوية ميزانية ودخل داعش.
وكون ان تنظيم داعش يحتاج من خلال مجهوده العسكري الضخم وتوسعه وتمدده الى ميزانية ضخمة ليستطيع القيام بذلك، توفر له هذه الاثار والتجارة فيها مبلغا لابأس به، اضافة الى انه يسمح الان للمهربين بالقيام بعمليات الحفر والتنقيب على الاثار مقابل الحصول على مبلغ عشرين في المئة من العوائد المالية لتلك الاثار التي قد يجدونها.
ويرى حسين من خلال متابعته لما يحدث ان الخطوة التالية للتنظيم ستكون مدينة نمرود والحضرة وهما اهم معلمان تاريخيان موجودان جنوب الموصل ثاني كبرى مدن العراق، والتي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي منذ حزيران الماضي، وبعد هذين المعلمين أعتقد ان تنظيم داعش يمهد لتدمير الاضرحة والمراقد الشيعية لكي يكون تدميرها فيما بعد غير مفاجئ للرأي العام، ليقولوا ان التنظيم دمر قبل ذلك بعض المراقد والمعالم الاسلامية السنية.