أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا – (أحمد الدمشقي)
أعلن قائد جيش الاسلام زهران علوش على حسابه الجديد على موقع التواصل الاجتماعي تويتر أن الحملة الصاروخية التي ينفذها جيش الاسلام على مواقع نظام بشار الأسد في دمشق مستمرة، وأن الرد سيكون بطريقة وكيفية لن يتوقعها على خلاف المرات السابقة، وأن جيش الاسلام سيقوم بإطلاق بين 600 إلى 1000 صاروخ في الرشقة الصاروخية الواحدة ومن دون سابق إنذار هذه المرة، لاستغلال عنصر المفاجأة الذي انعدم في المرات السابقة بسبب تحديد زمان القصف من قبل جيش الإسلام لتحذير المدنيين من التجوال لتفادي التعرض للأذى جراء تساقط الصواريخ، وهذا يعني أن دمشق أصبحت مسرحاً للقصف والأعمال العسكرية في كل الأوقات.
وكان جيش النظام وطيرانه الحربي، ارتكب سلسلة من المجازر في مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وآخرها مجزرة حمورية حين استهدف طيران النظام الحربي سوق البلدة بصاروخ موجه أثناء خروج المصلين من صلاة الجمعة، ما أدى إلى سقوط حوالي 70 ضحية جلهم من الأطفال والنساء، كانت السبب الاساسي لقصف مقرات النظام في العاصمة دمشق في محاولة لتحقيق توازن للقوى، وخلق رادع لقوات الأسد بذوقهم الجحيم الذي يذيقونه لأهالي الغوطة يوميا، لكن هذا الأمر لم ينجح بل على العكس، أمعنت قوات الاسد في استهداف الغوطة وقصفها يومياً وبشكل خاص دوما مرتكبة خلال الفترة بين القصف الصاروخي الأول في 25 يناير حتى اليوم عدداً كبيراً من المجازر وبشكل يومي سقط نتيجتها 250 مدنياً ضحايا، منهم 155 في دوما، في وقت زاد عدد الجرحى على 1000 معظمهم من الأطفال والنساء.
وتعتبر دوما عاصمة الريف الدمشقي، وواحدة من أكبر مدن سوريا من حيث المساحة وعدد السكان، وكانت من أوائل المدن التي انتفضت في وجه نظام بشار الأسد الذي ارتكب فيها عدداً من المجازر منذ أيام الثورة الأولى، وأثناء الاقتحامات العديدة التي تعرضت لها المدينة، وتقبع المدينة منذ اكثر من عامين مع باقي مناطق الغوطة الشرقية تحت حصار خانق منع فيه إدخال أي مادة قد تساعد على العيش.
مساحة المدينة الكبيرة، وعدد سكانها الذي يتجاوز 350,000 نسمة، جعلاها مركز الثقل في الغوطة، ومصب اهتمام النظام ومحور عملياته، اذ يسعى دائما للانقضاض عليها لما سببته له من جراح عميقة وكبدته خسائر فادحة بالأرواح والعتاد في كل مرة فكر فيها بالاقتراب من دفاعات المدينة، وهو ما جعل حقد النظام مضاعفاً عليها وعلى جيرانها في المساحة المحاصرة من الغوطة الشرقية.
فشل النظام المتكرر في تحقيق أي تقدم في الغوطة، وقصف دمشق الذي أربك النظام، وفرض حظر تجول إجباري في العاصمة التي يستميت لإبقائها خارج القتال، خلق ذريعة إضافية لقصف دوما بشكل غير مسبوق منذ بداية الثورة، حيث شن طيران النظام الحربي ما يزيد عن 200 غارة جوية خلال أسبوعين وضرب المدينة بمئات راجمات الصواريخ والقذائف الصاروخية والمدفعية، وعدد من القنابل الفراغية الموجهة التي تحمل بمظلات، وسببت دماراً هائلاً، وهو ما رآه العالم أجمع عندما قصف أحد المناطق السكنية في المدينة، وأدى هذا القصف إلى دمار شارع بأكمله وسقوط عدد كبير من الضحايا، معظمهم من النساء والأطفال، ممن اتخذوا من أقبية الأبنية ملاجئ لهم، فدفنوا تحتها ولا تزال عمليات البحث والإنقاذ مستمرة بعد مرور خمسة أيام على القصف، ويسجل يومياً انتشال عدد من الضحايا الجدد من تحت الأنقاض.
وتداول العديد معلومات مفادها أن النظام هدد سكان دوما في حال عدم إخلائها بعد أن نصب عدداً من قواعد إطلاق صواريخ الفيل إيرانية الصنع ذات القدرة التدميرية الهائلة على مشارف المدينة، فيما يبدو أنه نية واضحة لدى النظام لتدمير ما تبقى من المدينة بشكل كامل فوق رؤوس من فيها، لكن كل من يعيش في مدينة دوما رفض الخروج منها إما بسبب ممارسات النظام الإجرامية بحقهم والتي ألفوها داخل دوما وخارجها، ومعرفتهم العميقة بحقد النظام الدفين على كل من ينتمي لهذه المدينة، عدا عن أن باقي مناطق الغوطة ليست بأحسن حال من دوما، ولها نصيبها هي الأخرى من القصف والمجازر، وإن كان اليوم على دوما فغدا على باقي مناطق الغوطة، بحسب الأهالي.
وبعد القصف التمهيدي العنيف الذي تعرضت له المدينة قامت قوات الأسد بإطلاق عدد من صواريخ الفيل على وسط المدينة، بالتزامن مع الغارات الجوية والقصف المدفعي العنيف لتغطية محاولات الاقتحام التي تقوم بها قوات من جيش الأسد بمؤازرة من الميليشيات الشيعية الإيرانية والعراقية واللبنانية التي تم حشدها في مخيم الوافدين على أطراف دوما وعلى أوتستراد حمص دمشق الدولي، لكن هذه القوى وما إن حاولت التقدم حتى تكبدت خسائر كبيرة جداً في هجوم معاكس ومفاجئ قام به الثوار على محاور عدة، فقتلوا عدداً كبيراً من جنود النظام، ودمروا عدداً من آلياته ما أثار جنونه ودفعه لقصف المدينة على مدار 24 ساعة في اليوم وسبعة أيام في الٍأسبوع.
ويقول عبد الرؤوف الشامي أحد سكان المدينة لـ"أخبار الآن" إن النظام إلى الآن لم ولا يريد أن يفهم أن سكان الغوطة الشرقية ودوما ليس لديهم خيار سوى المقاومة والصمود في وجه وحشية النظام ولو على جثثهم، معتبراً أن الأهالي أصحاب حق، ولا بد من من انتصار الحق في يوم من الأيام بطريقة ما، وعلى الرغم من المشاهد المرعبة التي نراها يومياً من مجازر جماعية وأشلاء لأطفال لم يتجاوزوا السنتين من عمرهم إلا أن ذلك لن يزيد إلا من عزيمتنا وإصرارنا على هزيمة بشار الاسد وجنده ولو اصطفت خلفه كل البشرية.