أخبار الآن | غازي عينتاب – تركيا (فراس محمد)

انتقد عدد كبير من السوريين غياب الاجراءات التي من الواجب اتخاذها من قبل الحكومة السورية المؤقتة والائتلاف المعارض لمواجهة موجة البرد والصقيع التي تجتاح المنطقة كل فصل شتاء، تزيد من مأساة النازحين في المخيمات وسط غياب المساعدات الإنسانية والطبية.

أكد وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة الدكتور محمد وجيه جمعة في حديث مع "أخبار الآن" أن الحل الأساسي لمشكلة السوريين الذين يموتون من البرد في سوريا, هو عودتهم إلى بيوتهم, وكل ما دون ذلك من حلول لن ترقى لصد جزء يسير من معاناتنا, ونحن ننتظر من العالم أن يغير نظرته اتجاه القضية السورية, من قضية إغاثة وتقديم مساعدة عاجلة, الى ايجاد حل جذري للقضية السورية, إن كان حقاً يريد أن لا تتكرر مشاهد أناس يموتون من البرد في القرن الواحد والعشرين".

وعن التدابير التي اتخذتها الوزارة، أضاف جمعة: "موجة البرد لم تأتِ فجأة، لا على المجتمع الدولي, ولا على العاملين في المجال الإنساني, فالشتاء قادم وهذا أمر معروف وبديهي, وزارة الصحة أخذت كل الاحتياطات الممكنة ضمن إمكانياتها البسيطة, ونبهت بما يمكن أن يلحقه البرد ضمن ظروف الخيام, ونقص التدفئة من أضرار صحية لا يحمد عقباها, لكن الاستجابة لهذه النداءات كانت متأخرة, فالأزمة فاجأت الأخرين, وهذا ما كنا نحذر منه, لذلك لم نستطع الى أن نكون منفعلين مع الأحداث, ولسنا مبادرين".

ونوه الوزير على استنفار كافة الطواقم الطبية الموجودة في المخيمات, حيث تم تأمين المستلزمات الطبية التي تستدعي ظروفا صحية كهذه, وكان الاهتمام منصباً بالدرجة الاولى على فئات الأطفال والمسنين, لأنها فئات هشة وأكثر عرضة لمشاكل صحية في هكذا ظروف، مشيراً إلى أن هذه المساعدات لا يمكن أن ترقى لحل مشكلة الناس الذين يعيشون في خيم, إنما تحاول أن تحل جزء من المشكلة, وتقدم ما يمكن أن يساعد الناس على الاستمرار على قيد الحياة, فالمشكلة الأساسية هي الشمولية في الرعاية الصحية, والتي لا يمكن اجتزائها, أو اقتطاعها من الحياة البشرية العادية, فهي كل متكامل من الظروف البيئية, والغذائية, والحالة النفسية للإنسان.

من جانب أخر، شكلت الحكومة السورية المؤقتة غرفة لإدارة أزمة الشتاء, تشارك فيها كل الوزارات بطواقمها المتخصصة, وتأتي وزارة الصحة في مقدمة هذه الوزارات، بالإضافة لوحدة تنسيق الدعم, وبهذا الخصوص تحدث الوزير عن بعض الصعوبات مثل تحديد المناطق الأكثر تضرراً, مؤكدا بالوقت نفسه على أن كل نازح هو مستهدف, لكن هناك تفاوت في هذا الموضوع, فالمناطق الجبلية كعرسال, وبعض مناطق القلمون كانت الأكثر تضرراً, بسبب صعوبة الشتاء وقسوته في هذه المناطق, وأيضا بعض المخيمات في المناطق الشمالية, والتي فاجأتها العاصفة, فهذه المخيمات مبنية بالأساس على أرض لا تصلح لبناء مخيم, بالإضافة للخيم المهترئة, والتي انتهى عمرها الافتراضي.

وكانت "أخبار الآن" نشرت قبل حوالي شهر تقريراً مكتوباً وآخراً مصور حول انتشار وبائي "الجرب والقمل" في مدارس وأحياء حلب المحررة، وأكد القائمون على الحملة حينها تقصير وإهمال وزارتي الصحة والتربية في الحكومة المؤقتة وعدم تقديم العلاج للمدارس، وبعد وضع وزير الصحة في الحكومة المؤقتة أمام ما آلت إليه أوضاع الأطفال في أحياء حلب المحررة عبر التقريرين اللذين نشرتهما "أخبار الآن"، سارعت الوزارة إلى تقديم 15 ألف علبة دواء للمناطق التي اجتاحها الوباءين.