الحمصاني.. مهنة قديمة توارثها الأحفاد عن الأجداد في بلاد الشام. وفي ظل الأوضاع الامنية في سوريا بدأ أصحاب هذه المهنة بالتوجه إلى دول مجاورة حاملين معهم وصفات لإعداد الفول والحمص والفلافل، ومنهم الشاب أيمن صلاحي الذي يعيش في مدينة اسطنبول التركية.
تتشابه المطاعم التقليدية المختصة بتقديم أطباق الفول والفتة والحمص، في تصاميم الطاولات والكراسي الخشبية القديمة، والأوان النحاسية، والأطباق الفخارية، والكثير من الابتسامات، هي بالفعل كل ما يملكه صاحب أي مطعم سوري يقدم مثل هذه الوجبات، وطبق الفول أو الفتة تقليد متبع منذ قرون على أي مائدة سورية صبيحة كل يوم جمعة..
الشاب أيمن صلاحي (٢٩ عاماً) ورث مهنة "الحمصاني" عن والده وجده، ويعيش حالياً في مدينة اسطنبول التركية، منذ نحو ١٥ شهراً تقريباً، بعد أن خاض فيها تجربة طويلة وصعبة كما أشار، وأضاف: "استطعنا أن نفتتح مطعماً متخصصاً في الحمص والفتة والفول، وأكاد أجزم أننا من أوائل المتخصصين الذين افتتحوا في اسطنبول، مع احترامنا الكبير لجميع المطاعم السورية التي تقدم أشهى وأطيب ما لديها". موضحاً أنه يفخر بهذه المهنة التي ورثها عن جدها، وهي مهنة والده، ومهنته منذ الصغر، وقال: "أذكر أنني كنت أقف في المحل ولدي ٦ أو ٧ أعوام".
وأشار صلاحي إلى أن اسم "أبو أيمن" أصبح مقصداً أساسياً للكثير من السوريين المقيمين في مدينة اسطنبول، وتابع: "موضوع الأكل والشرب موضوع مهم بالنسبة لأي إنسان، ولكن الشامي تحديداً يسعى خلف المكان الذي يقدم له طبقاً يعتبره من تراثه، ويفتقده في غربته"، منوهاً إلى أن موضوع الطعام في المقام الأول يدخل ضمن مزاج الشخص قبل تخمته. ولفت صلاحي إلى أن دعاء الناس له بالبركة يعطيه شعوراً رائعاً، وأضاف: "يمكنك أن تشعر بأثر هذا الدعاء فيما بعد".
وعن حنينه لموطنه الأول، دمشق، قال: "أدعو الله أن يفك كربة أهل الشام، ويصبرهم، وفي الحقيقة لا أستطيع أن أبتعد عنها كثيراً فهي تعيش معي في خيالي دائماً"، مشدداً على أن دمشق بالنسبة له هي أمه الثانية بعد والدته.