يعتمد تنظيم داعش على عدد من الشخصيّات القياديّة في كلّ منطقة يسيطر عليها في سوريا، ففي مدينة الرقّة أيّد التنظيم ببداية تشكيله عدد من الأفراد ممن دافعوا عنه مع بدايات تشكيل داعش.
"علي السهو" أحد هذه الشخصيّات في مدينة الرقة، يقول من يعرفه أنّه ذو سلطات مطلقة في الرقة فهو أمير المكتب الأمني الآن، ولا يمكن حتّى لأمير الرقّة أن يخالف أوامره بسبب علاقته المقرّبة بـ "أبو بكر البغدادي".
ففي إحدى المرّات أمره والي الرقّة السابق "أبو سعد الحضرمي" بإطلاق سراح أبو دجانة نائب الأمير في التنظيم لكنّ "السهو" رفض الأوامر وأبقى عليه في السجن، إلى حين انفصال داعش عن جبهة النصرة، وتكوينها مشروعها فقام أبو سعد بإخراج أبو دجانة وهربوا من الرقّة.
السهو من مواليد 1989، من قرية الجايف الواقعة بريف الرقّة الشرقي، يُعرف حالياً بـ"أبو عبد الرحمن الأمني"، وكان صديقه سلمان المشجّع الأوّل له والذي ساهم في مبايعته للتنظيم، السهو على عداءٍ مع زوج أخته الذي لا زال إلى اليوم ضابط أمن عند مخابرات النظام بدمشق.
كان السهو يدرس الهندسة الزراعيّة في جامعة الفرات بدير الزور، انخرط في الحراك السلمي المناهض للنظام مع بداياته في دير الزور، وما إن تشكّلت فصائل عسكريّة في الدير حتّى انخرط فيها مباشرة لكن كان يعمل بشكل سرّي، ففي النهار كان يتابع دراسته وفي المساء يخطّط مع الفصائل العسكرية للمعارك.
بعدما تحرّرت مدينة الرقّة بشكل كامل، ظهرت فصائل ثوريّة عديدة كان منها جبهة النصرة فانضمّ إليها أواخر عام 2012، ليعلن فيما بعد انخراطه في صفوف تنظيم داعش، يقول أحد المقرّبين منه: "انضم السهو إلى جبهة النصرة، وكان له أصدقاء كثر في الجبهة، لكن مع ولادة داعش كان من الأوائل الذين بايعوا التنظيم فيما توجّه معظم أصدقائه لمتابعة قتالهم في صفوف النصرة".
كان للسهو يدٌ في تجنيد شباب من أبناء عشيرته، وحاول إقناع جميع من حوله وبالأخص نشطاء الثورة في الرقة بالانضمام للتنظيم، لكن في ذات الوقت كان لديه مشاكل عائليّة كثيرة حيث نبذته عائلته بسبب غلوّه في تكفير من يناقشه وينتقد أعمال التنظيم، كان دائماً يقول: "سأترك أهلي إن لزم الأمر في سبيل قيام التنظيم".
يقول أحد المقربين من "السهو" أنه كان له يدٌ في خطف العديد من نشطاء الثورة في المدينة، حيث كان متشدّداً في التفكير لدرجة وصل بها إلى تكفير من لا يبايع داعش".
ويضيف: "تعرّض السهو لمحاولة اغتيال من قبل لواء ثوّار الرقة لكن لم تنجح، وكانت هذه المحاولة بعد سيطرة داعش على الرقّة بشكل كامل".