أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا (معاذ الخال)

أكد أهالي في الغوطة الشرقية المحاصرة بريف دمشق أن المساعدات الغذائية التي من المفترض أن تقدمها المنظمات الدولية العاملة في مناطق سيطرة النظام في العاصمة دمشق للنازحين، تُباع في المناطق المحاصرة بالغوطة بأسعار خيالية، بالرغم من أنها "مجانية".

وقال أبو أكرم الشامي المتحدث باسم مكتب دمشق الإعلامي لـ"أخبار الآن" إن "التوزيع يتم كل شهرين عبر بطاقة تسجيل، تتضمن بيانات دفتر العائلة, ويتم ختم الدفتر عند تسليم كل وجبة, ولكن شبيحة النظام يستلمون الوجبات في أي وقت دون التدقيق على الأختام, أو الالتزام بالدور".

وأضاف إن السلة الغذائية تحتوي على 15 كيلو غراماً من المواد التالية (الرز – السكر – العدس – البرغل – المعكرونة)، كما تحتوي على زيت وسمنة وزبدة ومواد غذائية مجففة وعدة مواد أخرى, مما يدفع بعض الأهالي لبيع الأغراض التي لا يحتاجونها بسعر بخس لأصحاب المحال التجارية, أما الشبيحة فيتعاونون مع تجار الأزمة والمهربين بغية تمرير كميات كبيرة من السلل الغذائية إلى المناطق المحاصرة في الغوطة الشرقية وبيعها بأسعار مضاعفة مما يدر عليهم ملايين الليرات شهريا، من وراء بيع سلل غذائية من المفترض أن تقدم للنازحين والمهجرين من مناطقهم جراء الحصار والمعارك والقصف.

وتوزع منظمة الأغذية العالمية ضمن برامجها مساعدات غذائية للمواطنين السوريين المتضررين جراء الحرب, دون التدخل بأطراف النزاع, حيث يوجد لها مراكز ضمن مناطق نفوذ النظام وبعض المناطق المحررة, و لكن في ظل حصار الغوطة الشرقية وجنوب العاصمة دمشق, لم تستطع المنظمة تأمين السلل الغذائية للمناطق المحاصرة إلا بضعة مرات بعد سماح جيش النظام بإدخالها إلى المناطق المحررة.

ويوجد في دمشق فروع عدة للمنظمة في كل من "الميدان، والمزة، والفحامة، ومساكن برزة، والصالحية، والعدوي" وبعض ضواحي دمشق الواقعة تحت سيطرة قوات النظام, حيث يتم توزيع السلل الغذائية للنازحين والمهجرين وشبيحة النظام.

إلى ذلك، أكد شهود من داخل الغوطة الشرقية المحاصرة ما ذكره "أبو أكرم الشامي، مضيفين أن بعض البضائع التي تدخل إلى الغوطة يكون بعضها من بضائع "WFA  وUNCER"، وتباع بأسعار خيالية, بالرغم من أنها قادمة إلى سوريا دون أي مقابل, حيث يرجحون أن هذه السلل الغذائية ذاتها التي يبيعها الشبيحة في دمشق لبعض التجار في السوق السوداء الذين يقومون بدورهم بتهريبها بالتعاون مع ضباط الأسد وحواجزه وبيعها في المناطق المحاصرة بأسعار خيالية.

وتساءلوا: "أليس هذا دليلاً على أن الوجبات المخصصة للنازحين في مناطق النظام تقوم كتائب النظام وشبيحته باستلامها ومن ثم بيعها في المناطق المحاصرة بأسعار مضاعفة، أليس على هذه المنظمات التي يوجد لها فروع من مناطق النظام التأكد من أن هذه السلل الغذائية دخلت لإعانة النازحين في مناطق النظام, وأن عليها التأكد من وصولها لأصحابها المحتاجين، ألا يدر شبيحة النظام وضباطه ملايين الليرات من وراء بيع هذه الحصص الغذائية المجانية؟"