آلاف التونسيين انضموا إلى صفوف تنظيمات إرهابية، بحسب إحصائيات رسمية وغير رسمية، ما جعلها تتصدر قائمة الدول المصدرة للإرهاب.
وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو وفي لقاء خاص مع أخبار الآن، قال إن السلطات تحاول منع المئات من الشباب للسفر إلى سوريا وتركيا، حيث لا يتم فرض تأشيرة دخول إلى هناك، وهو ما اعتبره الوزير التونسي تسهيل لعملية انضمام الشباب إلى التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا.
وتعليقا على هذا الموضوع قال عبد اللطيف حناشي، الخبير في الجماعات المتشددة، إن الإجراءات التي تخذتها وزارة الداخلية التونسية جاءت متأخرة، على الرغم من جهودها الكبيرة، التي منعت فيها 8000 شاب من السفر إلى سوريا والعراق.
وعن الطرق التي يسلكها المتطرفون، قال حناشي إما أن يذهبوا من تونس مباشرة، أو إلى ليبيا ومنها إلى تركيا، ومؤخرا عبر الجزائر والمغرب، ولفت حناشي إلى وجود مواطنين تونسيين مقيمين في دول أوروبية، ينتقلون أيضا مباشرة من تلك البلدان إلى تركيا، ومن ثم يدخل سوريا.
وأشار حناشي أن هؤلاء المتطرفين، يعملون بتكتيك منظم، فهم يعلمون أن كل من ينتمي إلى دول المغرب، بإمكانه أن ينتقل بين هذه الدول بكل حرية، والأمر الآخر هو وجود شبكات متركزة في تونس والمغرب تسهل عملية الانتقال وتوفر المال، ويربط هذه الشبكات بشبكات أخرى في تركيا.
وأكد حناشي أن كثيرة هي العوامل التي تلعب دورا في نفسية المتطرفين، منها النفسية والاجتماعية والثقافية والسياسية، وأن الفترة ماقبل الثورة، تم إطلاق سراح عدد من التكفيريين السلفيين الموجودين في السجون، وعدد كبير من هؤلاء التحقوا ببؤر القتال، وفي بعد الثورة أصبحت تونس منطقة هامة جدا لتصدير الشباب نتيجة لوجود عدد كبير من الدعاة السلفيين، ووجود عدد من الجوامع التي يسيطرون عليها، بالإضافة إلى الاموال الآتية من الجمعيات الخيرية التي تمول الجماعات الإرهابية، وتحفز الشباب وتقتنصهم من الجوامع والجامعات.
أيضا أشار الخبير إلى الدور الذي تلعبه الفضائيات ووسائل التواصل الإجتماعي، في جذب الشباب إلى الانضمام إلى داعش وتنظيمات أخرى.