أخبارالآن | البصرة – العراق – (وكالات)

كشفت مصادر محلية وأمنية عراقية، لـ"العربي الجديد"، عن وجود معتقل سرّي كبير يقع إلى الجنوب من العاصمة بغداد، تابع لمليشيا "الحشد الشعبي"، اكتشفته القوى الأمنية، ويقبع فيه المئات من المواطنين خارج سلطة السلطة، ويُمارس تعذيب وابتزاز داخله، وتُشرف عليه شخصيات قيادية في مليشيا "عصائب الحق" و"بدر" و"حزب الله" و"المهدي".

وقال مسؤول عسكري رفيع المستوى في ديوان استخبارات وزارة الدفاع العراقية، فضل عدم نشر اسمه، إنّ المعتقل يضم أكثر من 500 شخص، وهو عبارة عن مستودع عسكري قديم تابع للجيش السابق توقف عن استغلاله منذ قصفه في مارس/آذار 2003، إبان غزو العراق، حيث أعادت المليشيات تأهيله ليتحول الى معتقل تابع لها عقب دخول تنظيم داعش الموصل

في العاشر من يونيو/حزيران الماضي وإعلان فتوى الجهاد من قبل المرجع علي السيستاني.
وأضاف المسؤول نفسه أنّ "المعتقل الذي يقع في ناحية اللطيفية في منطقة شاخة 3 على بعد 25 كيلومتراً جنوب بغداد، اقتحمته قوة خاصة تابعة لمكتب العبادي، ونقلت المعتقلين القابعين فيه الى سجن التسفيرات في بغداد، وبدت عليهم علامات تعذيب وإرهاق ونقص تغذية واضحة. وأكّد "احتجاز 9 من حراس السجن الذين كانوا متواجدين بالمكان لحظة اقتحامه". 
"هناك سياسيون كانوا على علم بهذا المعتقل الذي يبلغ عمره نحو خمسة أشهر، وجرت حالات قتل ووفاة لعدد من الضحايا داخله"

الى ذلك، قال عضو مركز "بغداد لحقوق الإنسان"، سعيد الغانمي، لـ"العربي الجديد" إن "المعلومات المتوفرة لدينا حول معتقل المليشيات هذا لا تزال قليلة، لكن ما توفر منها محزن ومخجل ومحرج بالوقت نفسه لرئيس الحكومة حيدر العبادي وحكومته". 
وبحسب الغانمي "هناك سياسيون كانوا على علم بهذا المعتقل الذي يبلغ عمره نحو خمسة أشهر، وجرت حالات قتل ووفاة لعدد من الضحايا داخله، لذا تم التكتم على الموضوع". وبيّن أنّ "العوائل التي كانت تقطن على مقربة من المكان تم تهجيرها بالقوة لإخلاء محيطه من أي حركة مدنية"، وأنّ مصادر استخبارية هي من كشفت عنه، مضيفاً أنّ "المعتقل كان يمثل بنكاً مالياً كبيراً من خلال عمليات الابتزاز التي تصل الى 250 ألف دولار للمعتقل الواحد يدفعها ذووه من أجل شراء حياته". 

وسبق لرئيس الوزراء العراقي أن أكّد للرئيس الأميركي باراك أوباما جديته في محاربة ما وصفها بـ"العناصر المندسة" في "الحشد الشعبي"، فيما أقر المتحدث باسم مليشيا "عصائب أهل الحق" نعيم العبودي، بوجود عصابات ذات طابع جنائي تحاول تشويه سمعة "الحشد الشعبي" والأجهزة الامنية.
وفي سياق متصل، أبدت إيران ارتياحها للانتصارات الأخيرة التي حققتها قوات الجيش العراقي و"الحشد الشعبي" في مكافحة "الإرهاب"، معربة عن أملها بتحقيق النصر النهائي على تنظيم "داعش".
وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني، علي شمخاني، إن تغيير رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي جعل موقف بلاده أقوى في الشرق الأوسط.
ونقلت وكالة "فارس" الايرانية عن شمخاني قوله إن وصول حيدر العبادي الى السلطة في العراق وبقاء بشار الأسد رئيساً لسورية عززا موقف إيران في المنطقة، مبيناً أن حكومة وشعب العراق أصبحا أقرب إلى ايران بعد تيقنهم بأنها "عمقهم الاستراتيجي"