كشف تقرير صادر عن "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" عما وصفها بانتهاكات جسيمة ارتكبتها جماعة الحوثي في اليمن خلال الشهر الأول الذي أعقب سيطرتها على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول الماضي.
وبلغ إجمالي الانتهاكات التي وثقها المرصد منذ بداية اجتياح صنعاء وحتى 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي 4531 انتهاكا، تركزت في مناطق شمال وغرب العاصمة اليمنية، وقال التقرير إن صنعاء شهدت سلسلة انتهاكات جسيمة تنوعت بين أعمال قتل واختطاف، واحتجاز للحريات السياسية والإعلامية وحريات المجتمع المدني، وانتهاكات بحق الممتلكات الخاصة والعامة والمؤسسات التعليمية والطبية.
وسجل فريق المرصد ثلاث جرائم تصفية ارتكبها مسلحون حوثيون في حق جنود جرحى أثناء رقودهم وامتثالهم للعلاج داخل مستشفى حكومي بصنعاء، فضلاً عن اختطاف عدد آخر من منازلهم بعد خروجهم وتماثلهم للشفاء.
ونفذ الحوثيون -وفقا للتقرير- عدة حملات اختطاف لقيادات عسكرية وسياسية وشخصيات اجتماعية وقبلية، كما شملت الاختطافات ناشطين حقوقيين وإعلاميين كانت لهم آراء ومواقف رافضة للسيطرة الحوثية على العاصمة صنعاء.
وقد وصلت حالات الاختطاف التي تم توثيقها إلى ما يزيد عن ألف حالة، اقتيد معظمهم إلى سجون داخل العاصمة وفي محافظتي صعدة وعمران.
كما تمكن المرصد من توثيق أكثر من خمسين حالة اعتداء بحق المؤسسات والممتلكات العامة التي لا يزال مسلحو جماعة الحوثي يستولون عليها إما بالكامل، أو عبر عدد من المندوبين الذين فرضتهم كممثلين لها في بعض الوزارات والمنشآت الهامة.
وعلى صعيد الاعتداء على الممتلكات الخاصة، سجل المرصد حالات اعتداء قام بها مسلحون حوثيون ضد منازل مواطنين، ونهب بعض الممتلكات الخاصة من أثاث وأجهزة إلكترونية ونقود ومجوهرات وأسلحة شخصية ومركبات.
وفيما يتعلق بالانتهاكات ضد الإعلام المحلي والدولي في اليمن خلال الشهر الأول، وثق المرصد 66 حالة انتهاك من تاريخ دخول الحوثيين إلى العاصمة صنعاء وسيطرتهم عليها.
كما تلقى الفريق شكاوى وبلاغات من 37 صحفياً وإعلامياً تعرضوا للاعتداء الجسدي، إضافة إلى قصف واقتحام منازلهم ونهب بعض محتوياتها، فضلاً عن توقيف واحتجاز بعضهم ومصادرة مقتنياتهم الشخصية أثناء أدائهم لمهامهم.
وتعرضت القنوات التلفزيونية الحكومية (اليمن وسبأ والإيمان) لقصف مدفعي شديد وحصار لطاقم العمل فيها، ثم اقتحامها والسيطرة عليها بالكامل من قبل مسلحي جماعة الحوثي.