كل القصص القادمة من مدينة الموصل الخاضعة لسيطرة داعش تكشف أن الاوضاع في المدينة باتت مأساوية، فالاسعار ارتفعت بشكل مضاعف في وقت أدت فيه الغارات الجوية والاشتباكات والقصف إلى فقدان العديد من المواد الغذائية وبالتالي ارتفاع الاسعار و تعزيز السوق السوداء.
نحو ثمانية ملايين نسمة يرزحون تحت احتلال تنظيم داعش يعانون من أوضاع اقتصادية صعبة في مدينة الموصل .. يحتاج هؤلاء
إلى ما يقرب من 150 ألف برميل من النفط الخام للإستهلاك المحلي ما يعني أنهم يعانون جراء النقص الحاد في المواد وبالتالي ارتفاع أسعارها.
ويروي سكان الموصل ان داعش اعتمد في بداية سيطرته على المناطق على النفط المهرب الذي سرقوه بأسعار زهيدة و بأقل بكثيرمن تكلفة انتاجه و لكن في الأسابيع الأخيرة وبعد استهداف المصافي والأبار وانحصار حركة التنظيم ارتفعت أسعار النفط وأسعار المحروقات وأسعار المواد الغذائية.
ورصد أهالي الموصل نقصا ملحوظا بمادتي المازوت والكيروسين فيما يبيع التنظيم ليتر مادة الغاز بنحو دولار ونصف بينما يباع بنحو ثمانية وثلاثين سنتا أي أن الفرق يبلغ أربعة أضعاف، فيما بلغ سعر الخمسين كيلو من الأرز نحو 65 دولار بينما كان سعره 9 دولارات قبل أشهر.
حتى ان السجائر التي يحظر التنظيم استخدامها باتت تباع العلبة بسعر 30 ألف دينار عراقي أي بما يعادل ستة وعشرين دولارا.
فيما ارتدت القوانين المتعسفة والصارمة التي يفرضها داعش سلبا على رجال الاعمال الذين كانوا يدخلون على المدينة عملات صعبة تنعش الحركة الاقتصادية. الأمر تحول عندما اصدر البغدادي أوامر باصدار عملة خاصة بالتنظيم ما ضرب الإقتصاد و التجارة في المناطق السورية والعراقية.
قطع داعش لإمدادات الإنترنت زاد من بلة الطين وأثر سلبا أيضا على كل نواحي الحياة في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم و ساهم بشكل كبير بدمار الإقتصاد