أفادت صحيفة المدى العراقية بأن الموصل تعيش عزلة كبيرة بعد ان قطع تنظيم داعش اتصالات الهاتف النقال حيث لم يبق سوى شبكة إنترنت واحدة في المدينة.
كما ان داعش منع المواطنين السفر إلى خارج الموصل هرباً من واقع المدينة المرير في ظل توقف خدمات أساسية كالماء والكهرباء ،و أجبر الراغبين بالسفر على إحضار من يكفلهم، بشرط أن لا تستمر مدة غياب اي شخص أكثر من عشرة أيام.
كما ان داعش قام بتدمير أبراج الاتصالات لأسباب مادية لعدم تمكن داعش من جباية الأموال من الشركات التي تملكها بسبب إجراءات مشددة على مكاتب الحوالات المالية خارج نينوى ولا سيما في إقليم كردستان بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف أربيل في التاسع عشر من الشهر الماضي.
كما ان داعش ينمع المواطنين السفر إلى خارج الموصل هرباً من واقع المدينة المرير في ظل توقف خدمات أساسية كالماء والكهرباء ،و يجبر الراغبين بالسفر على إحضار من يكفله، بشرط أن لا تستمر مدة غيابه أكثر من عشرة أيام
"حصارٌ مطبق أقل ما يمكن أن يوصف به الوضع في مدينة الموصل اليوم، بعدما ألحق تنظيم داعش الكثير من أبراج اتصالات الهاتف الجوال بقوائم ما دمرته وقطعت صلة المواطنين بالعالم.
بيان مقتضب لمتحدث داعشي قال فيه قبل يومين عبر إذاعة الزهور التابعة لبلدية الموصل إن عمل شركات الاتصالات في حدود دولة الخلافة انتهى ولن يعود مرة أخرى من دون ذكر الأسباب.
مهندس اتصالات، طلب أن نطلق عليه اسم جانحو بر، أيّد الشائعات التي يتناقلها الأهالي في المدينة بأن قيام داعش بتدمير أبراج الاتصالات وتعطيل أخرى جاء لأسباب مادية لعدم تمكن التنظيم من جباية الأموال من الشركات التي تملكها بسبب إجراءات مشددة على مكاتب الحوالات المالية خارج نينوى ولا سيما في إقليم كردستان بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف أربيل في التاسع عشر من الشهر الماضي.
ويتابع جابر حديثه "ليس من المعقول أن داعش يريد حجب الاتصالات تحضيراً لمواجهات عسكرية كما تزعم بعض وسائل الإعلام، في وقت أبقت فيه على عمل شركات الإنترنت، وخدمات الاتصالات المجانية".
ويؤمن المؤيدون لرأي جابر، وبينهم الصحفي المهجّر عن الموصل عمر ماجد، بأن عدم امتثال الشركات لتسديد الإتاوات إلى داعش لأسباب رجح أنها ضغوطات من قبل إقليم كردستان وحكومة بغداد، وربما التحالف الدولي ذاته. أبراج الاتصالات في الموصل قائمة ضمن عقارات خاصة بالمواطنين مقابل أجور شهرية تدفعها لهم شركات الاتصال كبدل إيجار، وكانت تتعرض للاستهداف بين الحين والآخر من قبل المتشددين. وأوضح عمر "أي مشروع تجاري صغيراً كان أم كبيراً كان يدفع للتنظيم إتاوة شهرية طوال السنوات الماضية ومنطقياً فإن أبراج الاتصالات واحد من تلك المشاريع، خصوصاً وإن توقفها يعني خسائر مالية فادحة تلحق بشركات الاتصالات".
البعض ينظر إلى حجب داعش للاتصالات من زاوية أخرى، ويصرون على إنه إجراء أمني يريد من خلاله قطع أي تواصل بين المواطنين الرافضين لوجود التنظيم مع القوات الأمنية التي تحقق نجاحات في مختلف الجبهات شمالاً وجنوباً وشرقاً.
ويعتقد الناشط السياسي ربيع عوني بأن قطع داعش للاتصالات مؤشر على خوف التنظيم المتشدد الكبير من معركة الموصل التي تعد الأخيرة لتحرير العراق من وجوده.وقال بأن ذلك يأتي بعد أيام فقط من منعه المواطنين السفر إلى خارج الموصل هرباً من واقع المدينة المرير في ظل توقف خدمات أساسية كالماء والكهرباء ، بإجبار الراغب بالسفر على إحضار من يكفله، بشرط أن لا تستمر مدة غيابه أكثر من عشرة أيام ووزع نقاط تفتيش في مداخل المدينة لمراقبة تنفيذ قرار الأخير.تساؤل كبير يفرض نفسه في ظل ما يجري، وهو كيف يؤمن داعش الاتصالات لأعوانه خصوصاً وإن الجبهات التي يقاتل فيها واسعة وفي محافظات عدة؟
وتشير مصادر في الموصل مجيبة على هذا السؤال، بأن التنظيم يعتمد على أجهزة الاتصال الفضائية، لتأمين الاتصالات البعيدة، كجهاز الثريا الذي شاع استخدامه في العراق في آخر عامين من عمر النظام السابق قبل سقوطه في 2003، وشرائح شركات الإنترنت الجوالة، وهذه الأخيرة بنطاق محدود لسهولة رصدها إضافةً إلى منظومات اتصالات محدودة حصلت عليها من القوات الأمنية والاستخبارية التي تركت كامل عدتها الفنية والقتالية لداعش بعد انسحابها من الموصل.
ويساور الآلاف من العاملين في مجال بيع كروت شحن الهواتف النقالة ومستلزماتها في الموصل ومحيطها قلق عميق إزاء وقف عمل شركات الهاتف النقال، لأن هذا يعني بنحو عملي التحاقهم بجيش العاطلين في دولة الخلافة الإسلامية الذي يضم أيضاً عشرات الآلاف من الموظفين والمهنيين.
وهذا الأمر يعني كذلك وقف الاتصالات الداخلية بين أحياء المدينة والقرى والنواحي والأقضية المرتبطة بها، وقطع صلتهم بنحو كبير بالعالم الخارجي، إذ لم تعد الموصل مرتبطة به إلا من خلال شركة إنترنت واحدة تعمل حالياً وتسمى (كلمات) وهو خيط رفيع يمكن لداعش أن تقطعه في أي لحظة.