فشل مجلس النواب اللبناني للمرة الخامسة عشرة في إنتخاب رئيس جديد للبلاد بسبب عدم إكتمال النصاب. وقد حضر مقر البرلمان خمسة وخمسون نائبا للمشاركة في الجلسة التي لم تنعقد.
يأتي هذا الفشل الجديد في إنتخاب رئيس بعد نحو إسبوعين على تصويت البرلمان على قانون يجيز لأعضائه تمديد ولايتهم البرلمانية للمرة الثانية لمدة سنتين وسبعة أشهر. وكان البرلمان اللبناني قد مدد ولايته قبل أكثر من عام لفترة سبعة أشهر ، وقد مُرّر التمديد بسبب الأوضاع الأمنية التي تجعل من المستحيل إجراء انتخابات في الوقت الراهن.
وانتهت ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في 25 ايار/مايو. وتتطلب جلسة انتخاب رئيس حضور ثلثي اعضاء مجلس النواب (86 من اصل 128).
واعلنت رئاسة مجلس النواب ارجاء الجلسة الى 10 كانون الاول/ديسمبر، بحسب ما افادت الوكالة الوطنية للاعلام.
وحضر الى مقر البرلمان في وسط بيروت وفقا لمصادر برلمانية الاربعاء 55 نائبا للمشاركة في الجلسة التي لم تنعقد.
وياتي هذا الفشل الجديد في انتخاب رئيس بعد نحو اسبوعين على تصويت مجلس النواب بغالبية اعضائه على تمديد ولايته لسنتين وسبعة اشهر بعد تعذر اجراء الانتخابات النيابية على خلفية الصراع السياسي في البلد الذي يعاني من ارتدادات النزاع الدامي في سوريا المجاورة.
ويتعرض لبنان الى هزات امنية متتالية ناتجة عن تداعيات هذا النزاع، كان آخرها معركة استمرت ثلاثة ايام بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة في طرابلس في شمال لبنان، اسفرت عن مقتل 16 شخصا هم 11 عسكريا وخمسة مدنيين، بالاضافة الى عدد لم يحدد من المسلحين.
وتعود رئاسة الجمهورية في لبنان الى الطائفة المارونية. ومنذ انتهاء ولاية سليمان، تتولى الحكومة المؤلفة من ممثلين عن غالبية القوى السياسية ويرأسها تمام سلام (سني)، مجتمعة، بموجب الدستور، صلاحيات الرئيس لحين انتخاب رئيس جديد.
ويتغيب عن جلسات البرلمان نواب حزب الله وحلفائه، داعين الى "التوافق مسبقا" على رئيس قبل عقد الجلسة.
ودعا مجلس الامن الدولي الاسبوع الماضي مجلس النواب اللبناني الى "العمل بشكل يتم معه تنظيم انتخابات رئاسية في اقرب وقت ممكن".
واعرب اعضاء مجلس الامن ال15 في بيان تبنوه بالاجماع بمبادرة من فرنسا عن "قلقهم من تمديد الفراغ الرئاسي"، واشاروا الى "ضرورة" فتح الطريق امام انتخاب رئيس "بدون تأخير اضافي".
وقال منسق الامم المتحدة حول لبنان ديريك بلامبلي "لا توجد عقبة خارجية امام انتخاب رئيس"، معتبرا ان الفراغ الرئاسي له "تأثير سلبي جدا".