أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة ( الشروق الجزائرية) 

موجع منظر المجاهدة عيسى فاطمة الزهراء"84 سنة" من البليدة، وهي تهوم في الشارع وتلتحف العلم الوطني لتأوي ليلا إلى زنزانة سقفها ترنيت، يحدث هذا في وقت يُحضّر فيه المسؤولون للإحتفلال"ببذخ" بستينية الثورة، متناسين حال المرأة التي نكل بها الفرنسيون إلى أن فقدت عقلها فجر ذات يوم من عام1960.

تقف مصدوما وأنت تستمع لحكاية خالتي فاطمة وتاريخها الثوري وواقعها المر اليوم، فالزمن ورفقاء الجهاد لم ينصفوها وبقيت طي النسيان بعد خمسين سنة من الاستقلال، فهي ذاتها التي وُشي بها لأن كوخها الهش بمنطقة التراب لحمر ببوعرفة جنوب البليدة كان ورشة لخياطة الأعلام التي رفعها المتظاهرون بتاريخ 11 ديسمبر 1960، حيث تلقت أمرا من جبهة  التحرير عن طريق ابنتها "زبيدة" ذات 12 سنة بخياطة كمية من الأعلام ، رسمت الطفلة شكلها على كراستها، وراحت ووالدتها تقتنيان أقمشة "لاتلاس" بألوانها الخضراء والحمراء والبيضاء من سوق باب الرحبة وتموهان العسكر الفرنسي خلال نقلها، إلى أن حُضّرت الطلبية وأُرسلت بها إلى مجاهدي الولاية الرابعة…

ليلة القبض على"فاطمة"

أياما بعدها استنفر جيش جرار من العسكر الفرنسي المتمركز بجبال الشريعة وأغلق منافذ بوعرفة عن كاملها، إنها ليلة القبض على"فاطمة"، حوصر بيتها وحامت فوقه طائرات العدو، ويومها ذاقت صنوف العذاب لـ 14 ساعة متواصلة، فصُلبت وصعقت بالكهرباء في مناطق حساسة من جسدها وما طفق حركي يُدعى "قدور" يضرب رأسها على الجدران بهستيرية إلى أن بدأت الحشرجات بالتصاعد، ولم يكتف جلادها برائحة جلدها المحروق وراح يخيرها بين الغدر بالثوار أو قتل"زبيدة" ابنتها الصغيرة، فأشارت عليه بقتلها، وكبّلت الصغيرة "ناقلة القنابل"  بحبل وجلدت بخيزرانة وسحبت بالطريق على مرأى من الجيران وشوّه وجهها بـ"حربة" في محاولة "يائسة" لاستنطاقها.. 

 

 

"خياطة" أعلام الثورة الجزائرية.. تعيش منسية غداة الاحتفال بستينية الثورة!