عادت القوات التابعة للنظام إلى قصف المدن التي ظلت آمنة عدة شهور، وكان أهلها عادوا إليها بعد وعود متكررة بعدم إشعال جبهاتها مرة أخرى، الأمر الذي أعاد الأزمة الإنسانية إلى الواجهة لتلك المدن وتسبب بحركة نزوح واسعة.
الناشط الإعلامي "أبو فادي" يتحدث لأخبار الآن " إن مناطق ريف حماه الشمالي كاللطامنة وكفر زيتا ومورك تشهد معارك عنيفة في الأيام الأخيرة المنصرمة، تزامن ذلك مع معارك كر وفر بين الجيشين الحر والنظامي".
بينما تصدرت قرى مثل حلفايا الزوار تل الملح أبو حبيلات والحردانة واجهة القرى التي استخدم فيها النظام كافة أنواع الأسلحة وتسبب بنزوح أهاليها بعدما شهدت نوعاً من الاستقرار فترة طويلة.
فيما أسفر القصف العشوائي عن سقوط عشرات الشهداء والذين تجاوزت أعدادهم مئة شخص في العشرة أيام الأخيرة فقط، بينهم نساء وأطفال.
وعن أشد الجبهات اشتعالاً يتحدث أبو فادي أن جبهة الخطاب الواقعة على مشارف مطار حماه العسكري كانت تشهد معارك عنيفة، إلا أن القوات التابعة للنظام أعادت السيطرة عليها، فيما يتم التجهيز لتحرير مورك بالكامل بعد نقل المعارك إليها، تزامن ذلك مع تحرير الجيش الحر لكتيبة الدبابات الواقعة في مورك شمال البلدة.
وتجري اشتباكات عنيفة بين الجيشين النظامي والحر بالقرب من النقطة السادسة وحاجز الكسارة بالتزامن مع قصف بقذائف الهاون لتجمعات النظام مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى بين صفوف القوات النظامية.
ويتحدث أبو فادي أن النظام السوري يستخدم في حربه على ريف حماه الشمالي البراميل المتفجرة والصواريخ الحرارية وصواريخ الأرض أرض إضافة إلى الطيران الحربي وقذائف الهاون، بينما تُستَهدف كفر زيتا وبشكل متكرر بالغازات السامة كالكلور والفوسفور.
وتسببت تلك المعارك بموجة نزوح كبيرة للأهالي إلى خان شيخون ومنها إلى الحدود التركية للإقامة في المخيمات.
لم تعد المعارك تترك للأهالي خياراً آخر سوى النزوح،"أم سليم" إحدى النازحات من ريف حماه الشمالي، وصلت إلى الحدود التركية بعد رحلة عناء وموت، تقول " هربت بأطفالي الثلاثة من نيران الحرب المشتعلة هناك بعد تدمر منزلنا، بينما بقي زوجي مرابطاً هناك، لا أملك هنا ما يعينني على تسيير حياتي اليومية إلا أن جلَّ ما أفكر به في هذه اللحظات هو حياة أطفالي".
أم يوسف والملقبة ب"خنساء كفروما" أم لثلاثة شهداء قدمت الرابع منهم في المعارك الأخيرة التي تجري في ريف حماه الشمالي، وكأن إحصائيات الحرب بدأت تُسْرَق من عدد الشهداء إلى الأرامل والثكالى والأيتام.
يوماً بعد يوم يتمدد النظام في حربه على الريف الحموي الشمالي مستخدماً أسلحة جديدة وعنفاً أشد في الوقت الذي تكاد تكون هذه المدن خالية من المدنيين الفارين بأرواحهم من جحيم الحرب.