أخبار الآن | الرقة – سوريا – (رواد الحلبي)

قلق مصحوب بحالة من الخوف والترقب بين اوساط المدنيين في الرقة وغيرها من مناطق الجزيرة السورية التي يسيطر عليها تنظيم داعش، في ظل تنامي الحديث حول اقتراب الضربة الأمريكية المتوقعة للتنظيم.

ناشطو المدينة توجهوا للمدنيين في الأراضي الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش على صفحات التواصل الاجتماعي بمجموعة من النصائح، لتفادي خطر الوقوع هدفاً لطيران التحالف الدولي إذا ما قصف المدينة وريفها، خصوصاً أن بعض الطائرات (بدون طيار) تقاد على بعد الاف الاميال، ومعرضة لأخطاء في القيادة، والاتصال، وكانت اوقعت مئات المدنيين في اليمن، وافغانستان، والعراق، وباكستان.

وهنا قال النشطاء: "يتوجب عدم الاقتراب من المراكز المعروفة لداعش، وعدم التواجد بالقرب من سيارات مقاتلي التنظيم، حتى اذا كانت تسير على الطريق، وهو الأمر المعهود عن بعض المدنيين في شرائط الفيديو الذي يبثها الناشطين، او التنظيم في حادثة، حيث يتجمهر العشرات منهم حول عناصر، وسيارات مقاتلي داعش".

غير هذا فإن المعروف عن المدنيين في مدينتي الرقة، ودير الزور أن ثلثي سكانها من العاملين في الزراعة من القرويين البسيطين، وهنا أشار النشطاء الى عدم حمل الفأس، أو المجرفة، أو السندان وغيراها من الأدوات التقليدية للزراعة، في وضعية حملها  على الكتف، وخاصة في الليل، وفسروا الأمر بالقول: "أن المراقب الامريكي مع التصوير البعيد لا يعلم هذه النوعية من المعدات على انها معدات للحراثة"، وقد يعتقد أنها سلاح مفسرين الأمر بالقول: "لن يجهد نفسه لمعرفة ما هيتها، لانهم لا يهتمون بموتك، وحدث مثل هذا الخطأ سابقا كثيرا".

كما اشارت بعض النصائح إلى أن وضع المعدات على الدراجة النارية بشكل عرضي، والسير بها في الطرقات، أو على الكتف، أو وضعها فوق سيارة بيك اب، والتنقل بها من المدينة للريف بشكل يظهر انها قطعة سلاح أمر خطر بوجود مثل هذه الطائرات.

الناشط الإعلامي حسن محمد قال لـ "أخبار الآن": "نسعى جهدنا لتوجيه رسائل للمدنيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي ببعض النصائح، التي حاولنا الوصل اليها من تجربة حرب العراق، فالأمر شبيه في الرقة، ودير الزور، وريفهما، خصوصاً أن السكان بالمدينتين بنفس الطبيعة، والعمل أيضاً".

وأضاف المحمد بالقول: "أكبر صعوبة نفكر فيها أن 80 بالمئة من سكان هذه المنطقة هم من الناس البسيطين، ولا يمكنهم استخدام الانترنت لتلقي المعلومات، والنصائح".. ويضيف: "الخوف الأكبر هو الاختلاف في الحالتين بين حرب العراق، والضربة المتوقعة على التنظيم في سوريا، وهو أن التنظيم متغلغل بين المدنيين في الريف، والمدينة، وليس كجيش دولة منعزل بمؤسساته كحالة العراق في حرب 2003، وهذه كبرى مخاوفنا".

من جهتها توجهت الإعلامية مها أحمد بالقول أنه: "في هذه المرحلة الحرجة يتوجب تنشيط منظمات العمل الإنساني، ومنها الهلال الأحمر على سبيل المثال، وحتى الإعلاميين على الأرض المرخص لعملهم الإعلامي من تنظيم داعش، وايصال مثل هذه المعلومات للأميين، والبسطاء من الناس".

مزارعين، وعمال بسطاء هم عموم الناس من سكان المنطقة لم يجدوا سبيلاً إلا للبقاء، وترقب المستقبل القريب تاركين الأمر لقدر لا يمكنهم التكهن به، وعنه يقول ابراهيم خليل أحد المزارعين لـ "أخبار الآن": "سأحاول قدر الامكان الابتعاد عن مقار التنظيم، وعناصره، ولكن علي ان ارتاد المدينة بشكل يومي، لتأمين حاجيات عائلتي من المؤونة، والخبز، وهذه اكبر مخاوفي"..  ويضيف الخليل: "يتواجد الدواعش في كل مكان في السوق، والمشافي، والطرقات، وكل هذه الأماكن مجبورين أن نرتادها، ولا استطاعة لي للهجرة بخمسة اولاد، وامهم، سأترك الأمر لله فهو الحامي".