أخبار الآن| دبي- الامارات العربية المتحدة- (ديما نجم)-

تبين إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد حالات سرطان الثدي كان الأكبر بين حالات الإصابة بأنواع السرطان الأخرى في الضفة الغربية عام 2011، وتصل نسبة إصابة النساء به في المنطقة إلى 22 بالمئة من كل حالات الإصابة بمختلف أنواع السرطان، ما دفع الطبيب جهاد شاور الى اطلاق حملة واسعة للتوعية بهذا المرض.

من رحم المعاناة ولدت الفكرة، فالطبيب الفلسطيني “جهاد شاور” الذي حرمه سرطان الثدي من زوجته الشابة، أخذ على عاتقه مهمة نشر الوعي بهذا المرض الخبيث وتشجيع النساء في منطقة الخليل بالضفة الغربية على الكشف المبكر عنه.

اختار شاور لحملته اسم “الشيماء” وفاءً لزوجته شيماء التي فقدها عام 2013 عن عمر ناهز 28 عاما بعد إصابتها بسرطان الثدي، ويقول شاور أن امرأة من بين كل ثماني فلسطينيات تُصاب بهذا المرض.

وقال الدكتور شاور إن حملة “الشيماء” هي حملة تثقيفية توعوية بالدرجة الأولى لمرضى السرطان، سرطان الثدي بالأخص، وأنا سميتها حملة الشيماء كذكرى لزوجتي المرحومة شيماء التي توفيت وقضت بهذا المرض، فنحن أحبينا ألا يمر أحد بهذه المعاناة التي عانيناها نحن كعائلة، فحملتنا تثقيفية توعوية بفحص مجاني وفحص ميموجرام (التصوير الإشعاعي للثدي) مجاني للجميع بهدف الكشف المبكر عن السرطان.

سعت حملة الشيماء منذ انطلاقها للوصول إلى النساء من مختلف شرائح وفئات المجتمع للتشديد على أهمية الفحص المبكر. وتنتقل وحدة فحص الثدي بالأشعة إلى المناطق النائية في أنحاء الضفة الغربية.

وتطوعت “إيناس سراحنة” الطالبة بكلية الطب بتخصيص جزء من وقتها للحملة، حيث تتولى شرح طريقة الفحص الذاتي للنساء. وقالت إيناس إن معظم السيدات اللواتي لا يقمن بالفحص المبكر عن

السرطان إما أنهن لا يعرفن عنه أو خائفات منه، وأن مهمة الحملة هي تعليم من لا يعرفن وكسر حاجز الخوف لمن تعرف لكنها خائفة

وذكر الدكتور شاور أن جهات أخرى تطوعت للمشاركة في الحملة من أجل الوصول إلى أكبر عدد ممكن من النساء في المنطقة. وقال: “عندنا شراكة كمستشفىً أهلي مع وزارة الصحة الفلسطينية، بالإضافة إلى مستشفى المطلع بالقدس” الذين وفروا للحملة سيارتهم المتنقلة التي تحتوي على جهاز التصوير الإشعاعي، وأضاف شاور أن الحملة تستهدف جميع النساء من كافة الطبقات الاجتماعية، وأنهم سيذهبون إلى النساء في أماكنهم لتقديم التوعية وخدمة الفحص المجاني.

وذكر الدكتور “معاذ غيدة” الطبيب بالمستشفى الأهلي في الخليل أن عدد النساء اللاتي يطلبن الخضوع للفحص المبكر في منطقة الخليل زاد منذ بداية حملة الشيماء، وقال: “زارنا في معرض حملة الشيماء ما يقارب أربعة آلاف سيدة لإجراء الفحوصات ولأخذ الدورات التدريبية حول الفحص الذاتي للثدي، وتم إجراء الفحص السريري لما يقارب ثلاثة آلاف سيدة، وإعطاء مواعيد ميموجرام (التصوير الإشعاعي للثدي) لما يقارب 1000 سيدة في محافظة الخليل، ومواعيد الميموجرام عندنا محجوزة حتى نهاية شهر يونيو/حزيران

تقول منظمة الصحة العالمية إن سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطان شيوعا بين النساء في دول العالم المتقدمة والنامية على السواء وإن الوفيات الناجمة عنه هي الأكبر عددا بين النساء اللائي يُصبن بأنواع السرطان المختلفة في العالم.

وتشجع المنظمة العالمية برامج الكشف المبكر عن سرطان الثدي في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط التي لا يُكتشف فيها المرض إلا في مراحل متأخرة.