تونس،30 ابريل 2014،ايناس بوسعيدي ، أخبار الآن-

 في تونس تنظيم مسيرة أو الإنخراط في منظمة طلابية، او الزواج من أحد المعارضين المطلوبين : تهم سياسية اعتقلت بسببها مئات السيدات خاصة في عهد بن علي ليكون التعذيب مصيرهن اختلفت مدة الاعتقال ولكن التجارب تقاربت في مرارتها وقسوتها.المزيد في تقرير ايناس بوسعيدي

تقول محرزية بن عابد: سجينة سياسية سابقة

“تعلق المرأة من ساقيها ورأسها في الأسفل ومن ثمة ينزلون رأسها في سطل من الماء البارد ثم في سطل فيه القاذورات إلى أن يوشك على  انقطاع نفسها”

هو مثال بسيط لأساليب التعذيب الذي ذاقت محرزية بن عابد مرارته في سجون بن علي سنة 1991. المرأة أجهضت جراء الضرب المتواصل على بطنها وتركت تنزف لأربعة أيام، ضربت بالعصي وتحرشوا بها جنسيا  أما ما عايشته في مكاتب أمن الدولة أنذاك فالموت وفق تعبيرها أرحم منه.

تقول: محرزية بن عابد: سجينة سياسية سابقة

“بقيت 28 يوما في أمن الدولة كل ليلة عذاب جماعي ثم كل شخص منا تخصص له ليلة  يسمونها ليلة زفافه تبدأ من بعد المغرب إلى بزوغ الصبح،التعذيب بالصعق الكهربائي، تعذيب عن طريق ربطنا في شكل دجاجة “روتي” ويقع ضربنا بعصي غليظة من حديد أثارها موجودة الى اليوم،وهنا أسلوب آخر كانوا يستعملونه وهو أنهم يستعملون قضيب من حديد في شكل يد ويشدون به ثدي المرأة”

أما أول سجينة سياسية في تونس فكانت تهمة اعتقالها الأولى هي تنظيم مسيرة مفيدة بن عباس اعتقلت ثلاث مرات وفي كل مرة كانت ترى ماهو أشنع في حقها وحق غيرها من النسوة اللاتي كن يتعرضن للتعرية أمام الرجال

تقول مفيدة بن عباس: سجينة سياسية سابقة

“1984 هي الطامة الكبرى لأني رأيت فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت فـ 1984 بالنسبة لهم أنا تحديتهم بما أني اعتقلت في 81 و83 وبالتالي بالنسبة لهم لم أتب وقع التنكيل بي بطريقة غريبة في 84 عذبوني عذابا اليما”

محنتهن لم تنته بعد الخروج من غياهب السجون إذ وجدن خارجه سجنا أكبر فقد وضعن تحت الرقابة وحذرن من مغبة إيصال صوتهن لأي منظمة حقوقية.

تقول منية حاجي: سجينة سياسية سابقة

“بعد خروجنا وجدنا سجنا أكبر نوقع اربع مرات في اليوم ولا يحق لنا مغادرة منطقتنا حاصرونا في أرزاقنا إذ يطردوننا كلما وجدنا عمل، حوصرنا في كل شيء”

مثل هؤلاء كثيرات في تونس منهن من لم تجرأ إلى اليوم عن الحديث عن تجربتها المريرة.

تقول ابتهال عبد اللطيف: جمعية نساء تونسيات

لدينا إلى الآن قرابة 450 ملف سجينة سياسية ولكننا نتوقع أن يصل إلى الألف فالعديد من السجينات يرفضن الحديث غلى اليوم عن انهن كن سجينات في عهد بن علي، محنة السجن والتعذيب لامست كل الأعمار بالنسبة للمرأة التونسية.”

انتهى كابوس السجن و ما رافقه من تعذيب ولكن أثاره النفسية والجسدية تلاحقهن فغالبيتهن خرجن بأمراض مزمنة وحتى العفو التشريعي العام بعد الثورة لم يوفهم إلى اليوم حقوقهن.