دبي، 25 أبريل 2014، نهاد الجريري، أخبار الآن –

لا تكمن خطورة الطلاق بين القاعدة وداعش؛ الظواهري والبغدادي؛ في تفريخ تنظيم أكثر عنفاً وتطرفاً من التنظيم الأم. الخطورة تكمن في أن هذا التنظيم الفرخ يريد أن يلتهم التنظيم الأم ويلغيه.
فلا شك في أن قيادات القاعدة أجرت مراجعات على مدى الأعوام القادمة. وكان واضحاً أن الخطر كان آتياً من الجماعات الموالية المتآلفة مع تنظيم “الشبكة”. لكن ما يريده داعش الآن هو استعادة المركزية القائمة على عنف أكثر.
البيعة الخرسانية التي أعلنت مطلع أبريل 2014 أكدت التحول في هذا الاتجاه عندما أعلن جهاديون في (خراسان) — أو باكستان-أفغانستان معقل القاعدة – البيعة والولاء للبغدادي محقّرين الظواهري ونهجه الذي رأوا فيه ليناً وانحيازاً نحو السياسة عوضاً عن حمل السلاح.
وعلى هذا الأساس، بدأ يُحسب حساب لهؤلاء الموقعين على البيعة.
صلاح الدين عبدالعزيز المقدسي، شقيق أبو محمد المقدسي أحد أهم مُنظري السلفية الجهادية، وجه رسالة إلى أخيه يطالبه فيها بالعودة عن نقد سابق كان وجهه لداعش. ويقول في “مقابلة” نشرها حساب تويتر التابع لمؤسسة البتار أحد الأذرع الإعلامية لداعش: “لقد رأيت مدى تأثير كتاباتك وأقوالك على الشباب المجاهد، وخصوصاً الأمور المتعلقة بالتوحيد؛ فلقد كنت وما زلت خير معلم ومرشد لأولئك الشباب، والأمة تنظر إليك، فتحرَّ الأمر قبل الحكم.”
في نفس الوقت، نشرت البتار كلمة لأبي المهند الأردني، أحد الموقعين على البيعة الخرسانية. وفيها استنكر كل حديث عن مصالحة أو انحياز لدبلوماسية أو سياسة. ويقول: “ألم نهجر الأهل والأوطان ابتغاء مرضاته سبحانه؟ ألم نقل أن الأرض التي فيها بريق السيوف ودنو الحتوف هي أرضنا … فما بالنا اليوم نتخلى ونتنازل شيئاً فشيئاً عنها لأجل شخص فلان من الناس ومكانته؟ ونتبع اجتهاداته على أنها وحي يوحى؟ حاشا وكلا.”
ويتابع واصفاً حزنه على “قاعدة الجهاد” ويقول: “فبعد أن كانت ملجأ للمهاجرين المجاهدين، تشد من أزرهم على تحمل الطريق، وتكبد المصاعب في سبيل تطبيق شرح الله، بدأت هي بالحيدة عن هذا بحجج واهية وصاروا منشغلين بحديث الرأي العام والأحزاب السياسية.”
ويذكر أمثلة على “السياسة” التي يُنصحون باتباعها ويقول: “فمثلا، بدل أن نقو لالجيش المرتد نقول الجيش المتأمرك، والأمثلة على ذلك كثيرة ورسائل قيادة التنظيم (الظواهري) مليئة بالعبارات التي ما عادت تميز لنا صف الكفر عن الإيمان بوضوح وجلاء، فلم تعد تجرؤ على نطق كلمة كافر أو مرتد بسبب تمسكها بفكرة السياسة ومستلزمات السياسة. فبئست هذه السياسة.”