أخبار الآن I  أنطاكية – تركيا – (نسرين طرابلسي):

 على ضفاف نهر العاصي في مدينة أنطاكية بالقرب من الحدود السورية التركية وفي يوم عيد الجلاء السابع عشر من نيسان ارتأى القائمون على جائزة المزرعة للإبداع الأدبي أن تسجَّل هناك عودة الجائزة لتتابع دعمها للروائيين والرواية السورية.

مانح الجائزة رجل الأعمال السوري يحيى القضماني كان حاضراً عبر كلمة مسجلة، ليعلن عودة الجائزة التي كانت قد توقفت مع قيام الثورة السورية في عام  2011: ” احتجاجاً على قرار النظام باختيارهِ للحلِّ الأمنيّ والعسكريّ في مواجهةِ انتفاضةِ شعبنا المطالب بحقوقِهِ المشروعة في الحريةِ والكرامة ودولةِ المواطنة والقانون”.

وعلى الرغم من عدم زوال الأسباب إلا أن الجائزة عادت مرة أخرى بالتعاون مع رابطة الكتاب السوريين والتي قال نائب رئيس الرابطة حسام الدين محمد بأن التعقيد الذي يعرقل الثورة السورية يكمن في العلاقة بين ماهو ثقافي وماهو سياسي، والحل يقع على عاتق النخبة.

خطيب بدلة رئيس اللجنة الثقافية في رابطة الكتاب السوريين، يرى بأن الجائزة الثقافية هي أقل ما يمكن تقديمه في زمن الحرب والتضحيات للحفاظ على الطابع السلمي والمدني للثورة السورية.. وأضاف بدلة لراديو وتلفزيون الآن: “نصرُّ على أن هذا هو الحل، وهذا الذي يمكن أو يودي بسوريا إلى بر الأمان، أن تعود للثورة المدنية، كما بدأت”.

وقد شارك في الجائزة لهذا العام سبع عشرة رواية، وقام بالتحكيم ثلاثة من المحكمين العرب، الروائي الكويتي اسماعيل فهد اسماعيل، وروائي كبير من سوريا لم يصرح باسمه، والروائي الليبي أحمد ابراهيم الفقيه الذي ألقى كلمة لجنة التحكيم.

فاز بالجائزة ثلاث روايات: رواية رمش إيل، لفخر الدين فياض كاتب وصحفي سوري. ورواية قهوة الجنرال، لغسان جباعي، مخرج مسرحي سوري سبق واعتقل لمدة عشر سنوات. ورواية قميص الليل، لسوسن جميل حسن وهي طبيبة سورية.

 الروايات الفائزة صدرت بطباعة فاخرة عن دار نون والتي ستقوم بالتوزيع، وقال خلدون العلي المدير التنفيذي لدار نون للطباعة والنشر: “طبعا الكل كان متعاطفاً مع القضية السورية، وأكيد نحن متعاطفون مع القضية السورية، ولكن نظرتنا كانت للأدب، كم يملكون من الأدب والثقافة التي ستفيد المواطن العربي”.

وفي فندق على ضفاف العاصي تم الاحتفاء بالفائزين الثلاثة الذين غيبهم الوضع الأمني في سوريا عن الحضور، ولكن ألا يمكن أن يتهم هذا النشاط الثقافي بأنه جائزة فنادق كما تتهم أنشطة المعارضة بأنها مؤتمرات فنادق؟

يجيب الكاتب الصحفي والروائي فادي عزام قائلاً: طبعا، ولازم يوجه هذا السؤال، ويجب ألا يطمئن أحد إلى أنه قد قدم ما عليه، وحتى الرجل النبيل الذي يقدم هذه الجائزة يعرف هذه الحقيقة”.

أما مفاجأة الجائزة فكانت الإعلان عن أن جائزة العام القادم ستقدم إلى أطفال المخيمات بكافة المجالات الإبداعية فما كان من وزيرة الثقافة والطفل في الحكومة السورية المؤقتة تغريد الحجلي إلا المسارعة لتقديم الدعم لجائزة المزرعة، وقالت: ما أعلنتها أنا، بالعكس أعلنها الأطفال السوريون، بأن الجائزة القادمة إنشاء الله لفائز الأول عشرة آلاف نسخة تطبع تكريماً لأطفال سوريا الذين بدأت الثورة  من أناملهم وإن شاء الله يكونوا هم منبر خير للجميع”.

ودع المشاركون في هذه التظاهرة مدينة أنطاكية على أمل الاحتفال بالجائزة العام القادم في سوريا.