أخبار الآن | دمشق – سوريا – (هادي وخزامى الدمشقي):
يسعى نظام الأسد منذ بداية الثورة السورية إلى إظهار العاصمة دمشق مدينة مؤيدة له. محاولات كثيرة قام بها النظام لطمس معالم الثورة في دمشق، هذه المحاولات بدأت بمرحلة جديدة وهي إطلاق مسيرات تؤيده في أحياء دمشق كافة. فبعد الحملات التي فرضت على تجار دمشق بدهن واجهات محالهم بعلم النظام وإجبار سائقي حافلات النقل الداخلي على لصق أعلام النظام وصور قائده على واجهات الحافلات، بعد كل هذه الحملات وجد النظام أن الوقت حان لإعادة إطلاق المسيرات المؤيدة له في أحياء دمشق.
يصف إعلام النظام هذه المسيرات بأنها عفوية خرج بها أهالي الأحياء الدمشقية ليؤكدوا على تأييدهم ووفاؤهم للنظام وقائده، فيما يؤكد ناشطون أن التجهيز لهذه المسيرات يبدأ قبل انطلاقها بعدة أيام بإخبار طلاب المدارس بضرورة عدم التغيب عن المدرسة في اليوم المحدد للمسيرة، كما يبدأ الانتشار الأمني قبل يوم من انطلاق المسيرة ليمنعوا أهالي المنطقة من ركن سياراتِهم في المكان المحدد للتجمع ولتعليق أعلام النظام وصور بشار الأسد فيها.
تأتي هذه المسيرت مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التي يحضر لها النظام، ليؤكد ان الشعب ما زال داعما لبشار الأسد حيث تكون الهتافات تمجيدا له وتأكيداً على انتخابه.
الصورة ذاتها في كافةِ مسيرات دمشق، حلقات للدبكة مع صور لبشار الأسد وأعلام للنظام ولحزب الله، كما يكون معظم المشاركين من اللجان الشعبية والجيش، فيما لم تخلو هذه المسيرات من عثرات إعلام النظام، حيث نشر ناشطون في حي الميدان مقطع يظهر مذيع احدى القنوات وهو يلقن أحد المشاركين في المسيرة ما يجب عليه قوله.
عمد النظام إلى اطلاق هذه المسيرات في الأحياء المناهضة له كحي كفرسوسة وحي الميدان، ليكسر شوكة ثوار الحي بعد توقف المظاهر الثورية فيها و لتظهر هذه الأحياء على أنها مؤيدة له، فمن يسير في شوارع دمشق اليوم يجدها خارج نطاق الثورة ولا يربطها فيها إلا أصوات القصف على ريفها.
يقول أبو عمر عضو مكتب الميدان الإعلامي: “الحصار الخانق الذي فرضه النظام على دمشق من حواجز ومداهمات واعتقالات أظهرت دمشق كمدينة خارج الثورة، لكن في الحقيقة دمشق مازالت تقدم الشهداء، في حي الميدان لوحده تم توثيق 45 شهيد من بداية عام 2014، وهذا الوضع ينطبق على العديد من أحياء دمشق كحي كفرسوسة والمزة وباب سريجة”.
هكذا هي دمشق، فبالرغم من الحصار الخانق وغياب روح الثورة عنها، إلا انها مازالت تقدم الشهداء بصمت.