دوما، سوريا، 15 مارس، (جواد العربيني، أخبار الآن) –

لم ينتظر أهالي مدينة دوما كثيرا للخروج في المظاهرات السلمية، ففي الثامن عشر من آذارمارس 2011 خرج سبعة أشخاص في المدينة يهتفون للحرية تعرضوا جميعهم للاعتقال، لتنتفض المدينة بتاريخ 25/3/2011 في مظاهرات ضخمة خرجت من جامعها الكبير لتصل إلى ساحة البلدية المعروفة بساحة الحرية اليوم. المظاهرة التي ضمت أطياف واسعة من الشعب السوري من مختلف مدن وبلدات ريف دمشق قامت بالاعتصام في الساحة المذكورة وقد حاول المتظاهرون جلب الخيام لمواصلة اعتصامهم لكن سرعان ما بدأت سيارات الإطفاء المحملة بعناصر الأمن بالتوافد وتطويق الساحة قبل أن يتم اقتحام ساحة الاعتصام بأكثر من 500 عنصر امن قاموا باعتقال أغلب المعتصمين.

المظاهرات السلمية ..
في 1/4/2011 انتفضت مدينة دوما عن بكرة أبيها ليحتشد أكثر من 100 ألف متظاهر متوجهين نحو ساحة الحرية للاعتصام، ومن جديد كان رد قوات النظام سريعا حيث فتح عناصر الأمن نيران أسلحتهم بوجه المتظاهرين السلميين ليسقط أحد عشر شهيدا في مجزرة ربيع الشهداء الشهيرة لتدخل المدينة في مرحلة جديدة من المظاهرات اليومية والإضرابات ولتنطلق الشرارة إلى معظم مدن وبلدات ريف دمشق، وتصبح مدينة دوما مقطعة بعشرات الحواجز تتعرض لحملة اعتقالات واقتحامات بشكل يومي من قبل قوات الأمن والجيش والشبيحة.

بداية الكفاح المسلح ..
مثلما كانت دوما نقطة البداية للتظاهر السلمي كانت أيضا نقطة النضال المسلح حيث اجتمع عدد من الشبان من أهالي المدينة وعناصر رفضت إطلاق النار على المتظاهرين السلميين وقاموا بحمل أسلحة بسيطة لصد أي اعتداء تقوم به قوات النظام.
وفي أواخر الشهر العاشر من العام 2012 قامت قوات النظام بتنفيذ مجزرة كبيرة بحق عدد من المدنيين أثناء اعتقال احدي الناشطات حيث قامت عناصر الأمن والشبيحة بتقطيع جسدها مما استدعى كتائب المدينة آنذاك للاجتماع وبدء عملية عسكرية كبيرة لتحرير المدينة لتندلع اشتباكات هي الأعنف استمرت سبعة أيام سيطرت خلالها كتائب الحر على جميع الحواجز لتشهد الثورة بعد هذا التاريخ مرحلة جديدة من تحرير المدن والبلدات والكتائب العسكرية.
أصبحت دوما نواة عسكرية مهمة للثورة السورية حيث تم تشكيل جيش الإسلام الذي يضم عددا واسعة من أبناء مدينة دوما  كما تم تشكيل تجمع أجناد الشام الذي يضم عددا كبيرا من المقاتلين لتصبح المدينة غرفة عسكرية مهمة للانطلاق نحو تنفيذ أي هجوم على مواقع النظام.

إعادة تفعيل مؤسسات الدولة ..
مثلما كانت دوما نقطة الحراك السلمي والكفاح المسلح أصبحت أيضا مثالا يقتدى به بإعادة تفعيل الدور المؤسساتي وتشغيل اليد العاملة وإعادة تشغيل أسواق المدينة لتصبح المدينة اليوم نواة الثورة الدمشقية اقتصاديا واجتماعيا وعسكريا وسياسيا.
تعد مدينة دوما حرفا لا يمكن إسقاطه في كلمة الحرية التي نادى بها الشعب السوري في مظاهراته السلمية، فما قدمته المدينة من شهداء وتضحيات تستحق أن يطلق عليها عروس الثورة السورية.