حمص، سوريا، 10 فبراير 2014، أ ف ب –
تواصلت عمليات الإجلاء للمدنيين المحاصرين في مدينة حمص لليوم الرابع على التوالي ، وارتفع عدد الذين تم إخراجهم حتى الآن إلى ألف شخص .
وقال ناشطون إن 210 أشخاص ُاُجلوا الاثنين من حي القرابيص المحاصر وحدِه في استمرار للعملية التي توقفت عدة مرات ، بفعل هجمات على قوافل مساعدات إنسانية رغم توقيع هدنة بين النظام والمعارضة انتهت الاحد وجرى تمديدها لـ72 ساعة بدءا من يوم الاثنين .
وتأتي هذه العملية الانسانية في وقت استؤنفت المفاوضات بين الحكومة والمعارضة السوريتين في جنيف في جولتها الثانية، واخذت مسالة اجلاء المدنيين من الاحياء المحاصرة في حمص منذ حزيران/يونيو 2012 وادخال مساعدات اليها حيزا واسعا من البحث خلال الجولة الاولى من هذه المفاوضات التي انعقدت في الاسبوع الاخير من كانون الثاني/يناير.
وشوهد العديد من النساء والاطفال والمسنين ينزلون من حافلات بمساعدة موظفين في الامم المتحدة يعتمرون قبعات وسترات زرقاء وآخرين من الهلال الاحمر السوري، تحت انظار عسكريين سوريين.
وبدت وجوه الاطفال شاحبة وعيون بعضهم محاطة بالزرقة. وقالت امراة وهي في حالة تعب شديد وقد احاط بها اولادها الثلاثة “كنا نفتقر لكل شيء، كل الاولاد كانوا مرضى، لم يكن لدينا ما نشربه”.
وكان مسؤول في الهلال الاحمر السوري اشار لوكالة فرانس برس رافضا الكشف عن هويته صباحا انه سيتم اجلاء المدنيين الاثنين عبر “الممرات التي تم استخدامها سابقا او من خلال معابر جديدة”. كما تحدث عن “تمديد مهلة الهدنة”.
وذكر ناشطون الاحد ان الهدنة كان يفترض ان تنتهي مساء الاحد، وتم تمديدها 72 ساعة.
وعقد اجتماع صباح الاثنين بين محافظ حمص طلال البرازي وممثل الامم المتحدة يعقوب الحلو بحثا خلاله في مواصلة عملية الاجلاء.
وقالت سانا ان البرازي طلب من فريق الامم المتحدة “معالجة ملف المفقودين داخل المدينة القديمة في اطار عملية اجلاء المدنيين المحاصرين”.
وبعد مجموعة اولى من 83 مدنيا تم اجلاؤهم الجمعة تنفيذا لاتفاق بين النظام ومقاتلي المعارضة بواسطة الامم المتحدة، خرج 611 مدنيا الاحد من احياء حمص القديمة، بحسب الوكالة.
واشار الهلال الاحمر السوري عبر صفحته على موقع “فيسبوك” انه تم الاحد ادخال ستين حصة غذائية و1500 كلغ من الطحين الى حمص.
وتخلل العملية الجمعة والاحد سقوط قذائف هاون على الاحياء التي يحاصرها الجيش النظامي، اسفر عن مقتل خمسة اشخاص الجمعة وتسعة الاحد.
وتبادل النظام والمعارضون الاتهام بالمسؤولية عن هذا الاختراق الامني.
وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الاثنين في جنيف حيث بدات الجولة الثانية من المفاوضات بين وفدي النظام والمعارضة ان العملية “لا علاقة لها بمفاوضات جنيف”، مضيفا “انا حزين جدا، لان المجموعات المسلحة لم تسمح حتى هذه الساعة لمسيحيين بمغادرة المدينة”.
وكان العدد الاجمالي للمحاصرين في المدينة يصل الى حوالى ثلاثة آلاف بينهم اكثر من ستين مسيحيا.