مخيم الزعتري، الأردن، 10 فبراير 2014، (مريم الحوراني، أخبار الآن) –

مع بداية الثورة السورية ومع اشتداد وتيرة العنف في البلاد، لجأت آلاف الأسر السورية إلى الدول المجاورة أملاً في حياة أفضل ممن بقوا في الداخل تحت القصف أو الحصار وشتى أنواع الأسلحة. وتبدو فئة الأطفال هم أكثر الفئات تحملوا تبعات اللجوء.

على الرغم من وجود مدارس للأطفال ضمن مخيم الزعتري في الأردن إلا أن العمل المنزلي وأعمال البيع بحثا عن لقمة العيش أخذ أولوية على التعليم، تاركين وراءهم مرحلة الطفولة وتفاصيلها ليصبحوا رجالا قبل نعومة أظفارهم، وبعض هذه الأعمال قد تفوق قدرتهم على التحمل وقد تضر بأجسادهم الضعيفة والنحيلة وتنعكس سلبا على حياتهم المستقبلية.

يقول “أحمد” ذو الثلاثة عشر ربيعا والذي كان منوطا به تأمين ما تحتاجه الخيمة من ماء كل يوم: “في كل صباح أحمل البيدون وأذهب لأملأه بالماء مع العلم أنها ثقيلة، فأنا أكبر إخوتي ولا يوجد من يحملها عني فأبي مصاب في قدميه الاثنتين، لقد مللت من العيش هنا، أحب أن أذهب إلى سوريا وأعود إلى مدرستي و أحقق حلمي بأن أصبح مهندساً”.

إن الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها الأهل، دفعت الأطفال إلى ممارسة معظم الأعمال الصعبة مقارنة بأعمارهم وقد يضطرون فيها أحيانا إلى اللجوء لعمل ربما يعرضهم للعنف والألم النفسي يضاف إلى معاناتهم، يقول أبو كرم: “العمل المنزلي والبيع هي أعمال أصبحت معتادة لدى الأطفال، لكن هناك أطفال يقومون بأعمال قد تكون خطرة على حياتهم مثل مساعدة بعض اللاجئين بالهروب خارج المخيم الذي يشتكون من وضعه، وقد يصطدمون بالشرطة أحيانا، فتطلق عليهم غازات مسيلة للدموع وربما تقع حالات اختناق”.

هذا مشهد بسيط من حياة الأطفال الذين نزحوا إلى مخيم الزعتري هربا من الحرب الدائرة، لكن على ما يبدو حالهم أصبحت كحال من يستجير من الرمضاء بالنار.

أطفال مخيم الزعتري .. الغربة والحرمان