عجوز من مدينة حمص، خرجت من خيمتها أثناء حديثي مع د.فؤاد عن جنيف واقتربت منا قائلة:” لا تتعبوا أنفسكم بالنقاش والحديث لو أن على هذه الأرض عدالة لما سكت العالم عما يحدث، لا تقل لي ان العالم لم يشاهد ما حدث بنا، لقد تعرضنا لإبادة جماعية والجميع موافق عليها، ونحن من دفعنا ثمن كل شيء، لن يحدث شيء في هذا المؤتمر ولا في غيره، سنبقى في الخيم كما الفلسطينيين ننتظر يوم العودة التي قد يوافق عليه العالم او قد لا يوافق أبداً”.
في المقابل هناك من يرى في جنيف 2 مجرد نتائج تتحقق، كما يقول ابو فادي النازح من ريف دمشق: “عندما نجد أن بوادر فك الحصار وبدء عودتنا الى ديارنا ضمن نتائج هذا المؤتمر يمكننا القول انه ذو فعالية، فنحن ندرك تمام الإدراك أنه لا حسم عسكري على الأرض والحل السياسي هو الأمل الوحيد لنا، لكن كيف ومتى هذا هو السؤال، واي مؤتمر لحل الوضع لا يؤمن لنا بدء خلاص من تشردنا لا فائدة منه.
رحيل الأسد ومن معه هو النتيجة المنطقية لهذا المؤتمر كما يقول ابو مازن نازح من ريف حمص: “لم ندفع دمائنا ودماء السوريين لكي تكون النتيجة بقاء الأسد على سلطة الحكم، رحيله ومن معه هو ما يجب أن يصل اليه هذا المؤتمر وأي نتيجة اخرى هي خيانة لدماء من ذهبوا في سبيل حريتنا”. اللاجئون الذين ليس لديهم اي وسائل لإيصال صوتهم، هم أصحاب الرأي الأهم فيما يحدث بجنيف اليوم، في كل خيمة لابد لك ان تجد اقرباء لشهيد او معتقل او مقاتل في الجيش الحر، جميعهم ممن قدم للثورة كل ما لديه ورغم ذلك كان التشرد نصيبهم والتجاهل من قبل الجميع، ولعل صوتهم هو الاهم الذي يجب أن يصل الى الرأي العام وتحديداً الوفد الذي يفاوض في جنيف.
العودة الى سوريا ورحيل الاسد وبناء ما دمر اهم مطالبهم، والاهم من ذلك الخلاص من حالة الذل والتشرد في خيم اللجوء، دون ذلك لا يعتبر هذا المؤتمر ذو جدوى بنظرهم، هم دفعوا ثمن الحرية بدمائهم ولن يقلبوا من جنيف 2 او من غيره من المؤتمرات بغير هذه النتيجة باختصار ” الحرية وإسقاط النظام والعودة” كل مطالبهم.