الغوطة الشرقيّة، ريف دمشق، سوريا، 20 يناير، (محمّد صلاح الدين، أخبار الآن)
مشاهدات مؤلمة ستصادفك حتماً إذا ما وزّعت نظراتك على امتداد شوارعها التي أصبحت مكتّظة بذوي الحاجة الّذين دفعهم (على اختلاف أعمارهم) الفقر الشديد إلى سؤال كلِّ من يصادفهم.
#حصار الغوطة الشرقية .. و #أزمة البحث عن الطعام https://t.co/B7UdMRt8GJ #سوريا #الغوطة #دمشق
— Akhbar | اخبار الآن (@akhbar) January 20, 2014
من المضحك المبكي أيضاً أن تسمع نداءات الباعة الذين افترشوا أرصفة الطرقات عارضين بضاعتهم الرديئة في كثير من الأحيان وغير الصالحة للاستخدام البشريّ في أحيانٍ أخرى وبأسعارٍ تفوق قدرة معظم الأهالي، لا بل ما يؤلم أكثر هو محاولة المحاصرين هنا من باعةٍ ومستهلكين مواساة أنفسهم بكلامٍ لطالما يكون مجانباً للحقيقة، فقد تسمع هذا البائع أو ذاك ينادي بصوتٍ عالٍ: ” أكل الحلوين يا شعير، أطيب من العسل يا قطر”.
لكن، لك أن تعلم أنّ الشعير الّذي يباع الآن كبديل عن دقيق القمح الذي بات نادر الوجود في غوطة دمشق الشرقية ما هو إلّا علفٌ حيواني حرمت منه الأغنام والأبقار والدّواجن ليحصل عليه أطفالٌ فتك الجوع بهم وبأهلهم .. ولك أن تعلم أيضاً أنّ القطر الذي يباع بديلاً عن السكّر المفقود أساساً ومرتفع السعر إن وجد ما هو إلّا (الغليسيرين) الصناعي المستخدم في تركيب الكريمات ويحوي على مواد مسرطنة.
يقول أحمد صاحب متجرٍ في الغوطة الشرقية: “مشان العلف الناس عم تطحنوا وتخبزوا وتطعمي ولادها أحسن ما يموتوا من الجوع واما مشان الغليسيرين ما في بديل للسكر إلّا الغليسيرين حتى لو كان بيضر .. الناس مبسوطة هيك لأنها مو قادرة تشتري كيلو سكر ب 2500 ليرة بينما الغليسيرين طيب و بـ 600 ليرة “ .