بغداد، العراق، 10 يناير 2014، وكالات –

قدارت اشتباكات عنيفة يوم أمس بين القوات العراقية ومقاتلي تنظيم القاعدة في منطقة تقع بين مدينتي الرمادي والفلوجة بمحافظة الأنبار، وقال مصدر أمني إن قوة كبيرة هاجمت مساء الخميس القاعدة في منطقة البوبالي التي تحولت الى معقل لمقاتلي القاعدة.
وفي ذات السياق، قال مسؤول اميركي رفيع المستوى في بغداد لوكالة الأنباء الفرنسة إن إيجاد حل لسيطرة مقاتلي القاعدة على مدينتي الفلوجة والرمادي قد يتطلب اسابيعاً وليس اياما.             

واوضح المسؤول نحن نشجع على العمل للوصول الى مقاربة متانية، لذا فالامر لن يحل بايام. اعتقد ان فترة اسابيع معقولة اكثر، ولكن حتى مع ذلك، علينا ان نكون واقعيين ونذكر انفسنا بما نواجهه هنا”.
                      
وكان المالكي اكد في كلمته الاسبوعية  الاربعاء ان عودة تنظيم القاعدة الى المناطق التي سبق وانسحب منها “حلم ابليس (في الجنة) ولن يعودوا ابدا الا وهم جثث هامدة”، بعد يوم من اعلان تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” الموالي للقاعدة عن قرب عودته الى هذه المناطق.
             
وقال رئيس الوزراء نوري المالكي اليوم في كلمة لمناسبة عيد الشرطة “يجب ان تتوقف الدول التي تركب موجة الارهاب وتموله وتحميه اعلاميا”، معتبرا ان هذا الامر “سيرتد عليهم كما ارتد على من سبقوهم، ونصيحتي لمن يمدون العون للارهاب ان يكفوا عن دعمه”.
             
واضاف ان هناك “دولا وعقائد فاسدة” تقف خلف “المنظمات الارهابية وتحميها فيما يخوض العراق حربا مقدسة ضد اشر خلق الله من الارهابيين الذين ينتهكون حرمة الانسان وكرامته”.
             
وتابع ان “العراق اول من واجه الارهاب وكسر شوكة القاعدة واتجه للبناء، لكن الارهاب استفاد من الظروف التي تمر بها الدول العربية وعاد من جديد، لكن العراقيين في الجيش والشرطة والعشائر اصطفوا جميعا بوجه هذه التحديات”.
             
وخسرت القوات الامنية العراقية السبت مدينة الفلوجة بعدما خرجت عن سيطرتها ووقعت في ايدي مقاتلي “الدولة الاسلامية في العراق والشام”، لتتحول من جديد الى معقل للمتمردين المتطرفين بعد الحربين الاميركيتين اللتين هدفتا الى قمع التمرد فيها في 2004.
             
وعززت القوات العراقية الثلاثاء استعداداتها العسكرية قرب الفلوجة، بعد يومين من قول مسؤول حكومي عراقي لفرانس برس ان “القوات العراقية تتهيأ لهجوم كبير في الفلوجة”، فيما دعا رئيس الوزراء نوري المالكي عشائر وسكان الفلوجة الى طرد “الارهابيين” لتجنيب المدينة عملية عسكرية مرتقبة.
             
غير ان المستشار الاعلامي لوزارة الدفاع العراقية الفريق الركن محمد العسكري استبعد ان تقوم القوات العراقية باقتحام مدينة الفلوجة “الان”.
             
واضافة الى الفلوجة، سيطر المسلحون الموالون لتنظيم القاعدة على اجزاء من مدينة الرمادي المجاورة، مستغلين انشغال القوات الحكومية بقتال مسلحين من العشائر رافضين لفض اعتصام سني مناهض للحكومة في الانبار.
             
وبينما تدور الاشتباكات في البوبالي، تشهد الرمادي والفلوجة هدوءا اليوم، بعد يوم من معارك في الرمادي وعودة شرطة المرور الى شوارع الفلوجة رغم استمرار سيطرة المسلحين عليها.
             
وقتل في المعارك الدائرة قرب الفلوجة وفي الرمادي منذ اكثر من اسبوع اكثر من 250 شخصا، بحسب مصادر رسمية، فيما اعلنت جمعية الهلال الاحمر العراقي ان هذه المعارك تسببت في نزوح 13 الف عائلة حتى الان.