حلب، سوريا، 9 يناير 2014، (رامي سويد، أخبار الآن) –

أعلنت كتائب الثوار سيطرتها على كل مقرات تنظيم داعش في مدينة حلب, حيث سيطرت الجبهة الإسلامية وألوية وكتائب الجيش الحر صباح الأمس على مقر قيادة داعش في حلب في مشفى الأطفال بحي قاضي عسكر.

بدأت الاشتباكات في محيط المشفى منذ يومين عندما حاولت قوات الجيش الحر التقدم بإتجاهه من جهة حي “القطانة” لكن تنظيم داعش قام بنشر القناصين على سطح المبنى ليستهدفوا كل ما يتحرك في الحي، مما اضطر الثوار إلى ايقاف تقدمهم واضطر عدد كبير من سكان الحي إلى النزوح من منازلهم.

في وقت لاحق حاول مسلحو داعش التقدم باتجاه مقر قيادة الشرطة العسكرية الثورية التابعة للواء التوحيد والقريبة من مقر قيادة داعش, حصلت إشتباكات عنيفة جدا نتج عنها حوالي عشرين شهيدا من عناصر الشرطة العسكرية وعدد آخر من الجرحى, حاول الثوار من لواء أحرار سوريا ولواء التوحيد سحب الجثث والجرحى من مكان الاشتباك فأستهدفهم قناصو داعش فأوقعوا ثلاثة شهداء من لواء أحرار سوريا, كما أستهدف القناصون مدنيين آخرين في أحياء باب الحديد وقاضي عسكر التي يشرف عليها مقر داعش.

مساءً عرضت جبهة النصرة وساطة بين الطرفين, تقتضي بأن تستلم الجبهة مقر قيادة داعش وأن تُسلم عناصر داعش الأنصار “السوريين” إلى الثوار كأسرى, وأن تتحفظ على عناصر داعش المهاجرين “من غير السوريين” لديها مع تعهدها بتسليم كل من يثبت تورطه بالدماء، الثوار المحاصرون لمقر قيادة داعش رفضوا المبادرة, وأخبروا مندوبي جبهة النصرة بأنهم قرروا إقتحام مقر قيادة داعش بالقوة.

وفعلا بعد إشتباكات عنيفة استمرت طوال الليل أجبر الثوار مقاتلي داعش على الانسحاب من مشفى الأطفال، وتمكن الثوار من السيطرة عليه، وتحرير أكثر من 300 سجينا كانت داعش تحتجزهم فيه، جلهم من الثوار “من مختلف الفصائل” ومن الناشطين الاعلاميين والصحفيين ولعل أشهرهم الصحفي أحمد بريمو والناشط ميلاد الشهابي.

المفاجأة الكبرى التي صدمت الجميع كانت عثور الثوار على حوالي 50 جثة مكبلة الأيدي في كراجات المشفى، كان مقاتلوا داعش قد قاموا بإعدامها ميدانيا رميا بالرصاص قبل إنسحابهم، بدأ الثوار بمحاولة التعرف على الجثث وقَدِمَ الناشطون والاعلامين لتصويرها، كما توافد عدد من الأهالي للبحث عن معتقلين من أبنائهم بين الجثث..!

تم التعرف على جثث لأربعة إعلاميين من مكتب قناة “شدا الحرية” في حي الكلاسة كانت داعش قد اعتقلتهم منذ شهرين، كما تم التعرف على جثث لأربعة عناصر من لواء أحرار سوريا، وعلى جثتين لأب وإبنه من المسيحيين الأرمن “أعدمتهم داعش بتهمة عدم الاسلام..!”، وتم التعرف ايضا على جثة مسعف في النقطة الطبية في بستان القصر، وعلى جثث لعناصر في مختلف فصائل الجيش الحر من أحياء صلاح الدين والسكري والفردوس والصالحين وغيرها، ومن مدن وبلدات عندان وحيان وعنجارة وتل رفعت وبيانون، وجدت أيضا جثة لشاب من جبهة النصرة ..!

تم الاتفاق بين الناشطين وتنسيقيات المدينة على الخروج بتشييع يليق بشهداء الثوار على يد تنظيم داعش، تمت الصلاة على الشهداء في جامع بدر “جامع الثورة في حي بستان القصر” ثم خرج المئات في مظاهرة كبيرة ظهرت فيها شعارات عبرت عن الغضب العارم الذي عم الشارع الحلبي على تنظيم داعش، حيث هتف المتظاهرون لأول مرة : حرية آزادي .. بدنا راس البغدادي، سورية حرة حرة.. داعش تطلع برا.

كان الجميع يعبر عن غضبه المكبوت تجاه تصرفات تنظيم داعش، من عمليات الخطف والتعذيب والتصفية للناشطين والثوار، أحد أصدقاء الناشطين الذين تم إعدامهم “الشهيد سلطان الشامي” يقول: “لو كان سلطان معتقلا عند فرع المخابرات الجوية التابع لنظام الاسد لما فعلوا به ومثلوا بجثته كما فعل إرهابيو داعش، هناك حقد غريب في صدورهم, وإجرام تمت تربيتهم عليه”.

في الأثناء كان مقاتلوا الثوار يلاحقون فلول داعش في أحياء الحيدرية والانذارات والهلك، بعد ساعات من الاشتباكات تمكنوا من السيطرة على مقر داعش في حي الهلك “مركز البريد”، ثم تمكنوا من السيطرة على مقراتهم بالقرب من دوار الحيدرية وأسروا 35 من عناصرهم، وأخيرا تمكن الثوار من السيطرة على حاجز الانذارات آخر معاقل داعش في المدينة، ليفر ما تبقى من مقاتليها نحو حاجز الكاستيلو والمزارع التي يسيطر عليها التنظيم بالقرب من بلدة حريتان في ريف حلب الشمالي، ليعلن الثوار سيطرتهم الكاملة على كل مقرات وحوجز تنظيم داعش في مدينة حلب هاتفين: داعش راح راح.. بشار جاي دورو..!