الرقة، سوريا، 28 تموز، أحمد السخني، أخبار الآن – أفرجت صباح اليوم كتيبة حذيفة بن اليمان عن مراسل أخبار الآن علي أبو المجد بعد أن اعتقله عدد من أفراد الكتيبة من محل إقامته في مدينة الرقة، واقتادته إلى مكان مجهول تبين لاحقًا أنه احد افرع النظام الأمنية سابقا.

وقال مراسلنا علي أبو المجد إنه تعرض للضرب الشديد والتعذيب لمدة ثلاث ساعات متواصلة من قبل أفراد الكتيبة قبل أن يُفرج عنه.  نطالب جميع الفصائل المسلحة بحماية الإعلاميين لتسهيل القيام دورهم في نقل الحقيقة من سوريا.

بقلم علي أبو المجد – مراسل أخبار الآن
في الساعة الواحد ليلا يقتحم المنزل الذي اقيم فيه انا وعدي الشبيب (طالب جامعة سنة4هندسة مدنية) حوالي عشرة افراد ملثمين مجهولين ومسلحين وأخرجونا من المنزل بلباسنا المنزلي ولم يسمحو لنا بلبس أحذيتنا ولكن بشكل خاطف استطعت ان البس فردة واحدة وعندما اتجهت الى الفردة الثانية لألبسها بقدمي تم ضربي على بطني بقدم احد المسلحين،
اثناء الطريق طلبو منا تنزيل رؤؤسنا كي لا نعرف المكان الذي نتجه اليه، عندما دفعنا للسيارة بطريقة غير لائقة وغير حضارية قال لهم صديقي عدي عندما اعتقلني الامن العسكري فعل مثل مافعلتم فانهال احدهم عليه بالضرب ولما سمع السائق عدي يتكلم قال له”سكوت ولك حيوان”.للوهلة الاولى احسست انهم من شبيحة النظام ارادو اخذا وتهريبنا الى خارج مدينة الرقة وتسليمنا الى النظام قد تكون فكرة مستحيلة لكنها اول ماخطر ببالنا، وبعد ان وصلنا وضعنا في زنزانة منفردة داخلها حمام ذو رائحة كريهة ، وعندها ادركت انني داخل سجن كان سابقا للنظام. وبعد ذلك صرت انظر الى جدران المنفردة وأراقب الحشرات والصراصير المتواجدة داخله، لحسن الحظ ان معي فردة حذاء فكنت اقوم بقتل هذه الحشرات لانني كنت موقناً انني سأنام في هذا المكان، للصدفة كان معي جوالي، أخرجته من جيبي محاولا ان اكتب رسالة لبعض الاشخاص الذين اعرفهن انه قد خطفتني أياد مجهولة ، ولكن صوت اقلاع الموبايل عند تشغيله كان يفوق كل الاصوات وهكذا اكتشفو الموبايل معي واخذوه مني، وبعد ربع ساعة اخذوني الى غرفة عادية وبدأ شخص يضربني
على وجهي بيديه بقوة ، بدا يضربني بدون ان اعرف السبب او بدون ان يسالني عن اسمي او ماذا اعمل او من اين انا ، ثم طلب مني التمدد على بطني ، وبعد ذلك ضربني بالكرباج الذي كان بيده، ومنطقة الضرب كانت من الخصر وحتى القدمين ، كان اسم الشخص الذي يضربني عاصم اكتشفنا فيما بعد انه اراد تلفيق تهم لنا لاخراجنا من البيت ليس فقط اخراجنا بل ضربنا وتعذيبنا، بحجة اننا اعتدينا او حاولنا الاعتداء على احدى الفتيات ونحن لا نعرف عن ماذا يتكلم وطلبنا منه احضار الفتاة التي يتكلم عنها لتكون شاهدة علينا اذا كان كلامه صحيحاً، ولكنه رفض وأكمل تعذبيه لنا
وبعد ذلك تم ادخالي الى المنفردة وبعدها اخرجو صديقي عدي وكنت اسمع صوت صراخه وتأوهه وعرفت انهم يضربونه كما ضربوني ، وبعد ربع ساعة فتح الباب عليي وقالو لي اين كرت الموبايل، قلت لهم ليس لدي كرت ابدا والموبايل اشتريته منذ حوالي 15 ساعة فقط واذا كنت لا تصدقني أذهب معك الى الشخص الذي اشتريت منه الموبايل وتستطيع ان تستفسر منه لكي تصدقني ، قال لي انا بعرف انو في كرت وبدك تطالعو متل الله ما خلقك، وبعد ذلك طلب مني التمدد على بطني في بهو السجن وتم تكبيل يدي بالكلبشة وتم سد فمي بشريطة لاصقة وبدؤو يضربوني بكل ما اوتو من عزم. واثناء ذلك وصلتني رسالة من احدى الزميلات التي اعرفهن من قبل وتعرفت عليها في اسطنبول
سابقا، بهذه اللحظة اجتمع شخصان علي وبدؤوا بضربي وكاد ان يغمى علي، تحت حجة ان لي علاقات بالبنات، وبدؤوا يتصفحون اسماء الاتصال في جوالي ويسالوني فقط عن اسماء الزميلات: من هذه ولماذا تتكلم معها ؟ وما هي علاقتك بها ؟ مع العلم انهن كانو يستخدمون كلمات بزيئة معنا واخجل ان اذكرها ، فلقد شوهو سمعة الاسلام الذي يتخفّون وراءه ويعذبون باسمه، بعد ان سالوني ماذا تعمل بالرقة قلت لهم ناشط اعلامي اعمل لقناة الان، قالو لي اننا سمعنا انك انك تتعامل مع قنوات تابعة للنظام وبدؤو بضربي لاكثر من ربع ساعة، يريدون اسماء هذه القنوات ، فهم كانو يخترعون تهمة وراء اخرى في نفس اللحظة ليكملو تسليتهم ويستلذذو بضربي ، وعندما وقفت بعد 3 ساعات من التعذيب المتواصل كدت ان اقع لاني لم استطيع ان اوزان وقفتي من كثرة الضرب ، وكل التعذيب كان بدون دليل ، طلبت منهم ان يحضرو دليل ولو واحد بالمئة وانا جاهز لكل شيء ، ولكنهم لم يصغو اذانهم الي ابدا وتابعو تعذبيهن لنا، وبعد ذلك تم ادخالنا الى غرفة واحد انا وصديقي وبهذه الاوقات كان صوت الله اكبر هو الصوت الوحيد الذي نسمعه وهو صوت اذان الفجر، طلبنا منهم ان يحضرو لنا ماء كي نشرب من اجل ان نتم صيامنا وتم ذلك ، وصلينا الفجر جماعة نحن وبعض المساجين وهم اخبرونا ان هؤلاء المسلحين هم من كتيبة حذيفة بن اليمان والمدعو عاصم احد افرادها
واننا في مقر الامن الجنائي سابقا، الساعة الخامسة ونصف صباحا ، تم استدعاؤنا انا وصديقي عدي وطلب منا عاصم ان نغادر المنزل خلال ساعتين اما ان نستاجر او ان نغادره الى مكان اخر ، وبعد تبيان ظروفنا له وصعوبة السفر
وصعوبة ايجاد منزل خلال ساعتين ، اعطانا مهلة للساعة السادسة مساء ، وبعد ذلك تم ايصالنا الى المنزل (الملفت للنظر كما اخبرني عدي انها نفس منهج النظام و بأدوات تعذيبه نفسها وبنفس الفرع والمكان مع فارق بسيط انك تضطر ان تقول سيدي لجلادك عند النظام وانت تعلم انه ليس بسيدك اما هنا تضطر ان تقول ياشيخ وانت موقن تماما انه بعيد كل البعد عن المشيخة والدين) ، وبالكاد كنا نستطيع المشي ، فلأن الوان الطيف كلها قد سبغت اجسامنا بعد ذلك مباشرة دخلت المنزل كي البس فردة الحذاء الثانية وخرجت انا وعدي للمحكمة الشرعية وقدمنا شكوانا مكتوبة وطلب منا الحضور يوم الثلاثاء موعد الجلسة.
ثم بعد ذلك توجهنا الى قادة احرار الشام جزاهم الله خيرا وروينا قصتنا بالتفصيل، ثم ذهبنا بصحبة احد قادة حركة احرار الشام الملقب ابو الخير الى امير كتيبة حذيفة بن اليمان ابو مصعب والذي استقبلنا اي استقبال ، وبالصدفة وجدنا المدعو عاصم موجود هناك ، كل منا روى قصته.
في النهاية قال ابو مصعب:انا اعتذر باسمي وباسم الكتيبة عن هذا التصرف الفردي وقال انا ليس لي علم بالموضوع ابدا واعقب ابو الخير “متى كنا ناخذ الشخص الى التحقيق فورا كنا ناخذه الى المحكمة الشرعية والقضاة مصحوبا بالادلة والشهود وذا ثبت عليه شيئ ينال جزائه العادل..بعدها قال ابو مصعب نحن جاهزون لاي شي، سنحتكم الى الشرع وان كان لكم حق عنده ستأخذوه وانا بالاساس لا اريدكم ان تتنازلو عن حقكم ، قرأت الانزعاج على وجه الامير ابي مصعب لان هذا التصرف قد يسيء الى اسم كتيبته واعطانا موعد بعد الافطار من هذا اليوم جلسة المشارعة بيننا وبين العصابة التي خطفتنا وعذبتنا بدون علمه، انا حاليا الحمد لله ماشي الحال ولكنني اتالم كثيرا عند الحركة.

لطالما حَمَلَتَ المعتقلات والسجون في سوريا سمعة سيئة في تعامل النظام مع المعتقلين، في مدينة الرقة التي يسيطر عليها الثوار بالكامل التقى مراسلـُنا الشاب عمر الهويدي الذي اعتقل في احد سجون النظام وتعرض للتعذيب على أيدي قواته، وقد رافق مراسلنا الشاب عمر لزيارة السجن الذي تعرض للتعذيب فيه، لشرح لنا الأدوات التي كان النظام يعذب فيها معتقليه في الأفرع الأمنية. مراسلنا من الرقة أحمد السخني يحمل مزيدا من التفاصيل عن المعتقلات السورية في تقريره التالي.

 VT
سجون النظام السوري
معتقل سابق يشرح تفاصيل تعذيب
قوات النظام المعتقلين في الرقة

عمر هويدي 
معتقل سابق في سجون النظام السوري

دخلنا إلى احد المعتقلات السورية في مدينة الرقة, ورافقنا الشاب عمر الهويدي الذي اعتقل في احدى زنزاناتها وحدثنا عن ادوات التعذيب التي كان يعذب بها كل سجين في سجون النظام وهي:

“بساط الريح”: هذه احدى وسائل التعذيب التي يسمونها “بساط الريح”، يتمدد فيها المعتقل على بطنه وتربط يداه وقدماه بالخشبة، ثم يطوى البساط الخشبي حتى يشكل زاوية قائمة من جسم المعتقل، حتى لا يستطيع المعتقل التحكم، ثم يقومون بضربه.

“الفلقة”” هذه وسيلة أخرى للتعذيب، تربط فيها القدمان وتثبت بحبل، حيث لا يستطيع المعتقل تحريك قدميه، ثم يرفعونها ويقومون بضربه لفترات طويلة.

“الدولاب”: يوضع المعتقل على شكل حرف “U” داخل الإطار، ثم يقوم السجانون بضربه بحرية مستغلين عدم قدرته على الحركة مطلقا داخل الإطار.

السجن الإنفرادي او كما يعرفه السوريون بإسم “المنفردة”، وهو عبارة عن غرفة صغيرة جدا لا تتجاوز مساحتها المتر ونصف المتر، وهي طريقة عقاب نفسي يعزل فيها السجين عن باقي زملائه. معاناة كان يعيشها المعتقلون في سجون النظام وكانوا يتعرضون للضرب والتنكيل والعنف بأدوات مختلفة.