جوبا، جنوب السودان، 26 ديسمبر 2013 ، أ ف ب –

طلبت الامم المتحدة اموالا لمواجهة الوضع الانساني الملح في جنوب السودان حيث فر عشرات الاف المدنيين من المعارك واعمال العنف الاتنية في الايام الاخيرة.
واعلنت الامم المتحدة ان الوكالات الانسانية تحتاج الى 166 مليون دولار لتلبية الحاجات الملحة لسكان جنوب السودان حتى اذار/مارس المقبل.
وحصيلة المعارك التي اندلعت في منصف ديسمبر بين قوات الرئيس سلفا كير وخصمه رياك مشار بلغت الاف القتلى، بحسب الامم المتحدة التي اعلنت العثور على مقابر جماعية.
      
وقال منسق الامم المتحدة للشؤون الانسانية في جنوب السودان توبي لانزر ان “تسعين الف شخص على الاقل نزحوا منذ عشرة ايام بينهم 58 الفا لجأوا الى قواعد الامم المتحدة” في البلاد.
             
وفر مئات الاف الاشخاص الاخرين على الارجح الى الادغال.
                          
وقال مكتب تنسيق الشؤون الانسانية ان الاولويات تتمثل في الحاجات الصحية وتوزيع المواد الغذائية اضافة الى ادارة المراكز التي قصدها النازحون جراء المعارك واعمال العنف الاتنية في الايام الاخيرة. والمطلوب ايضا مساعدة مئتي الف لاجىء قدموا من السودان المجاور واقاموا في ولايتي الوحدة والنيل الاعلى بجنوب السودان.
             
وغداة اعلن تعزيز عديد الجنود الامميين في محاولة لوضع حد للنزاع، سجلت مواجهات الاربعاء بين الجيش والمتمردين في ولاية نفطية.
             
وقال وزير الاعلام الجنوب سوداني مايكل مكوي لوكالة فرانس برس “تدور معارك في ملكال (عاصمة ولاية النيل الاعلى النفطية في شمال البلاد) منذ هذا الصباح بين القوات الحكومية والمتمردين”، نافيا ان يكون المتمردون استولوا على هذه المدينة المهمة.
             
وتعد السيطرة على الولايات النفطية في شمال البلاد رهانا استراتيجيا بالنسبة للطرفين.
             
ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء اطراف النزاع في جنوب السودان الى التفاوض وهدد المسؤولين عن ارتكاب تجاوزات بعقوبات، في “رسالة اذاعية وتلفزيونية لسكان جنوب السودان”.
             
وقال بان “جنوب السودان مهدد لكن جنوب السودان ليس وحيدا. اود ان اؤكد لكم ان الامم المتحدة تقف الى جانب شعب جنوب السودان في هذه الاوقات العصيبة” مذكرا ب”الهجمات الفظيعة” و”الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان” التي ترتكب في البلاد.
             
وكانت القوات الحكومية حققت تقدما الثلاثاء عبر استعادتها مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي (200 كلم شمال جوبا) من المتمردين. وواصل الجيش الاربعاء “تطهير جيوب المتمردين” في المنطقة.
             
وافاد مراسل لفرانس برس تمكن من الوصول الى بور ان الجثث انتشرت في شوارع المدينة فيما تعرضت المتاجر للسرقة والمنازل للتدمير بما فيها مكتب حاكم الولاية.
             
وتطاول المعارك نصف الولايات العشر للدولة الوليدة التي نالت استقلالها العام 2011، اي جونقلي والوحدة ووسط الاستوائية والنيل الاعلى وشرق الاستوائية.
             
ويشهد جنوب السودان منذ 15 كانون الاول/ديسمبر مواجهات عنيفة منذ اتهم الرئيس كير نائبه السابق الذي اقيل في تموز/يوليو بتنفيذ محاولة انقلاب قبل اسبوع.
             
ونفى رياك مشار هذا الامر متهما كير بانه يريد القضاء على خصومه.
             
وفي الفاتيكان دعا البابا فرنسيس في رسالته “الى المدينة والعالم” لمناسبة عيد الميلاد الى وقف اعمال العنف في جنوب السودان وافريقيا الوسطى.
             
ودعا البابا من شرفة كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان الى “تشجيع الوفاق في جنوب السودان حيث تسببت التوترات الحالية بسقوط ضحايا وتهدد التعايش السلمي في الدولة الفتية”.
             
ولم تثمر الدعوات الدولية من اجل وقف المعارك الى اي نتيجة، وكان الخصمان المتحاربان قد وافقا على وقف المعارك وبدء حوار ولكن دون تحديد موعد لذلك.
             
وطالب مشار الثلاثاء باجراء “انتخابات ديموقراطية وحرة”.
             
وفي رسالة الى الامة بمناسبة عيد الميلاد، اعترف الرئيس كير بوقوع اقتتال اتني في البلاد، وقال “هناك حاليا اناس يستهدفون الاخرين بسبب انتماءاتهم القبلية الخاصة”، محذرا من ان “هذا سيقود دولتنا الجديدة الى حالة من الفوضى”.
             
ومن جنيف، اعلنت نافي بيلاي المفوضة العليا للامم المتحدة المكلفة حقوق الانسان، الثلاثاء العثور على مقبرة جماعية في بنتيو وعلى مقبرتين اخريين في جوبا.
             
وتم العثور على 15 جثة في مقبرة بنتيو وعلى عشرين اخرى قرب بحيرة مجاورة.
             
وفي جوبا، بدت بعثة الامم المتحدة حذرة الاربعاء بالنسبة الى وجود مقابر جماعية، فقد اكدت القتلى ال15 مع اعلانها “التحقيق” في هذه القضية.