دمشق، سوريا، 25 ديسمبر، (محمّد صلاح الدين، خاص أخبار الآن) –
تتجدد كلَّ يومٍ غارات النظام السوريّ التي تنفّذها مروحياته ببراميل الموت المتفجّرة وتستهدف أحياء حلب الخاضعة لسيطرة الثوّار والتي قتل فيها ما يزيد على 500 شخص.
مصدر خاصّ لأخبار الآن أكّد أنّ هذه السلسلة من القصف بدأت بعد تعليمات (روسيّة – إيرانيّة) لنظام الأسد لإخضاع مساحات أكبر من حلب تحت سيطرته قبيلَ مؤتمر جنيف 2 المزمع عقده أواخر يناير المقبل، هذه التعليمات تلقّتها قوات النّظام بعد اتصالات جرت بين ضبّاط في الاستخبارات الروسية من جهة وبين قادة العمليات على الأرض من الضباط الإيرانيين والسوريين من جهة أخرى.
العميد العامل في جهاز الاستخبارات السورية والذي فضّل عدم الكشف عن هويته، قال لأخبار الآن إنّ هذه التعليمات تعتمد على شقين .. الشقّ الأول مادّي تؤمّنه إيران لقوات النظام السوريّ عبر إمداده بكميات كبيرة من الذخيرة بما فيها المتفجّرات الجاهزة التي تُستخدم في البراميل التي تحمل مئات الكيلوغرامات من ال TNT، وتتسبب بدمارٍ كبير يضاهي الدمار الذي تتسبب به صواريخ سكود، التي أوشكت على النفاد من اللواء 155 المجهّز بقواعد إطلاقها.
أمّا الشق الثاني فمعنويّ تؤمّنه روسيا التي تقف حاجزاً منيعاً أمام استصدار أيّ قرار يدين النظام السوري أو يدخل تحت البند السابع. ويضيف المصدر: “إنّ هذه التعليمات ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمستقبل جنيف 2 .. فالأقوى على الأرض أقوى في المفاوضات وبحسب الفقه العسكري الروسي، فإنّ الطريقة الأسرع للسيطرة على المدن تدميرها”، وهي الطريقة ذاتها التي اتّبعها الروس في حربهم ضدّ الشيشان.
وعن أسباب استهداف المدنيين في حلب بهذه الطريقة المباشرة والمتوحّشة قال العميد: “إنّ هذه البراميل ذات قدرة تدميرية كبيرة ولكنّها غير دقيقة الإصابة وبالتالي لا يمكن أن ترمى بها خطوط الاشتباك والجبهات فتصيب (بالخطأ) مواقع لقوات النظام، لذلك فالنظام يستهدف المنطقة الحاضنة (للمسلحين) أو ما يسمى بالعلم العسكري المؤخّرة وهي التي تحوي على المخزون الاستراتيجي من المقاتلين ومن العتاد والذخيرة وهي التي تمدّهم بالسلاح الذي يمنع قوات النظام من التقدم داخلها.