الرقة، سوريا، 15 ديسمبر، (سعاد نوفل، أخبار الآن) –

هي الرقة التي لطالما فرح أبناؤها بالتحرير ونامت على أنغام الحرية لتستيقظ وقد طغى السواد على تلك الشوارع التي سقط فيها كثير من الشهداء واعتقل في دهاليز حاراتها خيرة الشباب.

فاليوم وبعد تحريرها تحولت ساحاتها بوجود داعش إلى ساحات اعدام غامضة بكل تفاصيلها وبدل السجن الواحد بات في الرقة عشرات السجون يُمارس فيها مختلف أنواع التعذيب الجسدي والنفسي على الناشطين وتستخدم أساليب تشبه كثيرا أساليب النظام للسيطرة على المحافظة.

تحتل داعش أكبر مقر وهو قصر المحافظة في وسط المدينة .. وعمدت الى السيطرة على كثير من البيوت دون وجه حق، واعتقلت الإعلاميين والناشطين الأوائل في الثورة وكذلك قامت بإغتيالات وتضييق على العباد من خلال قوانين أصدرتها وتحاول تطبيقها بالقوة .. منها فرض الحجاب على طالبات المعاهد والمدارس ومنع الأركيلة في الشارع وقد تسبب هذا الأمر بمشاكل عدّه آخرها اطلاق الرصاص على أحد شباب مدينة الرقة ويدعى حاتم ثم أسره وما يزال مصيره مجهولا عندهم، وكذلك احراق محتويات الكنائس وتحويلها إلى مكاتب دعوية.

ومن تجاوزاتها جلد طلاب جامعة الاتحاد بالشارع بسبب وجود علم الثورة في جوالاتهم، وملاحقة مشايخ الصوفية ووضع يدها على املاكهم ومنهم الشيخ محمد توفيق عجان الحديد.

لم تتوانى داعش عن تصفية بعض كتائب الجيش الحر، منها ألوية احفاد الرسول الذي فجّرت مقرهم بسيارة مفخخة راح فيها كثير من الضحايا من مدنيين ومقاتلين.

داعش بذلك أدخلت الرعب في قلوب افراد الجيش الحر والمواطنين المدنيين للانصياع لأوامرها دون مناقشة، وقد استطاعت تفريغ المحافظة من الناشطين الذين لطالما خرجوا منذ بداية الثورة بحناجرهم يهنفون ضد النظام بوسائلهم السلمية وصدورهم العارية ومعظمهم حاليا إمّا معتقل أو مخطوف وتحت التعذيب دون تهمة، وإمّا مُطارد خارج سوريا.

داعش تُخمد ثورة الحرية وتُقدّم المناطق المحررة للنظام كما يُحب خالية من أبناءها الثوريين .. داعش أدخلت الرقة في نفق مظلم من دون رحمة، وطائرات النظام لا ترحمها فهي تُسقط عليها الموت ليل نهار.