ريف دمشق، سوريا، 15 ديسمبر 2013، (جابر المر، أخبار الآن) –

الثلوج التي غطت سوريا تأخرت بالوصول إلى الهامة وقدسيا في ريف دمشق الأمر الذي أفرح سكان المدينتين الباردتين أساسا والغير مستعدتين لاستقبال الزائر الأبيض على جميع الأصعدة، ومع ذلك أقام الزائر الأبيض عندها ليومين فكان أثقل زوار الشتاء.

صعوبة الطرقات

منذ عيد الأضحى الماضي تعاني المنطقتان من إغلاق طريقهما الرسمي الواصل إلى دمشق عبر منطقة دمر نزولا إلى الربوة ومن ثم ساحة الأمويين في قلب العاصمة، فقد فرض النظام على كل من المدينتين طريقها الخاص والذي يزيد عن الطريق النظامي قرابة خمسة عشر كيلومترا إضافيا، وهذه الطرقات تجبرك على المرور من خمسة أو ستة حواجز للنظام تخضعك للتفتيش الدقيق، ما جعل أصحاب السيارات العمومية يفضلون البقاء في قدسيا والهامة وعدم الذهاب إلى العاصمة فقلت السيارات لتزيد مشاكل الطلاب والموظفين.
يأتي الثلج على المدينتين الجبليتين لتلغي غزارته أي أمل بالوصول إلى العاصمة، فقبل تراكم الثلوج منع الصقيع والضباب السيارات من السير في الطرقات الجبلية ليأتي الثلج بعدها فيفرض حصارا طبيعيا على المنطقتين ويمنع المضطرين للذهاب إلى دمشق من مزاولة أعمالهم مانعا عنهم الاستمتاع بالنعمة الإلهية.

انقطاع التيار الكهربائي

تعاني معظم مناطق الريف وبعض مناطق المدينة من انقطاع يتجاوز عشر ساعات يوميا للتيار الكهربائي منذ أن بدأت المعارك على طريق حمص، وما حصل من أضرار بالمولدات الكهربائية الرئيسية حسب زعم النظام يدفع ثمنه المواطنون من عتمة لا ذنب لهم بها، ومع هطل الثلج وضع السكان في حساباتهم انه لا كهرباء في ظل مناخ جيد، فكيف سيكون الحال في ظل عاصفة ثلجية؟ خصوصا وأن ما تعرضت له المنطقتان من قصف أضعف شبكات الكهرباء فيهما وجعلهما تعملان بشكل مبدئي، وما حدث فعلا أن الكهرباء كانت خلال يومي تساقط الثلج حلما لسكان المنطقتين ففي الهامة وقدسيا على حد سواء استمر انقطاع التيار الكهربائي أكثر من 15 ساعة في اليوم، ولم يعرف السكان الكهرباء إلا في آخر الليل.

انعدام مواد التدفئة

“مع الثلج شو بدها تعمل البطّانية” هكذا يسخر أبو محمد من برده في يومي الثلج، إذ أدى ارتفاع أسعار المازوت إلى 110 ل.س لليتر الواحد أن يصبح شراؤه بمثابة الحلم، ولم تقف المشكلة عند هذا الحد، إنما باعتبار المنطقتين من مناطق الهدنة المغضوب عليها من طرف النظام فقد منع إدخال المحروقات إليها إلا فيما ندر، فلا مازوت، ولا كهرباء في انقطاع التيار تساعدك على الدفء، ولا حتى الحطب ينفع في ظل ندرته وغلاء أسعاره أيضا، فلم يجد سكان المدينتين إلا أن يتدثروا بملاحفهم ويمضون نهارهم في الفراش منتظرين رحيل الضيف القاسي، وعودة الدفء.
وباعتبار سقوط الثلج هو عيد من نوع خاص للأطفال إلا أن الطفل مجد يشكو أهله هكذا: “ما خلوني إلعب بالتلج قال لأنو ما في شي إتدفى عليه بس خلص لعب” وبالفعل كان هذا حال كثير من الأطفال الذين خشي أهلهم عدم توفير الدفء لهم بعد الانتهاء من اللعب فمنعوا أولادهم من أكثر أعيادهم خصوصية.
في العام الماضي وهذا العام أيضا تأتي الثلوج على سوريا ولا تطفئ نار الحرب فيها، ولا يتأمل السوريين من الأعوام القادمة إلا أن تحمل لهم خير الثلوج، وسلام بياضها.