صبيخان، دير الزور، سوريا، (عمار توفيق، أخبار الآن) –

مشاهد تدمى لها العين .. أطفال سلبت منهم قدرتهم على الحركة واللعب واللهو، سلبت منهم طفلولتهم البريئة وايامهم الجميلة. مدينة صبيخان الواقعة في محافظة دير الزور السورية ينتشر بين بعض اطفالها مرض شلل الأطفال وهي المدينة التي يبلغ عدد الأطفال فيها 6 آلاف من أصل 40 ألف شخص في مدينة صبيخان، من هؤلاء الستة الاف طفل حوالي 1800 لم يتلقوا لقاح المرض.

يقول الطبيب “أحمد” إن المدينة لم يصلها لقاح شلل الاطفال منذ ثلاث سنوات، ولا يوجد فيها مشفى ميداني والمركز الصحي فيها مغلق منذ شهور بسبب قلة الأدوية والمعدات. وأردف قائلا إن الوضع الصحي خطر في المدينة إذ إن مجاري الصرف الصحي تصب في نهر الفرات، ومحطة تصفية المياه تقع على بعد 200 متر من مصب أحد مجاري الصرف الصحي.

ويحدثنا الطبيب “أحمد” أكثر عن الحالات التي يتابعها ومن بينهم الطفلة عليا البالغة من العمر سنتين فيقول: “بعد رحلة شاقة من العلاج الفيزيائي تمكنت الطفلة من الوقوف ثم المشي بشكل بطيء، هي الآن تأتي مرتين في الأسبوع بينما يتابع ذووها التمارين اليومية معها في المنزل، ولكنها بحاجة ماسة الى دعاميات للأطراف حتى تساعدها على المشي لأن عظامها ضعيفة في هذه المرحلة ولا تحتمل وزن جسدها”.

الطفلة ميراد لم تكمل بعد عامها الأول، مصابة بمرحلة متقدمة من مرض شلل الأطفال، تقول أمها وهي تنظر اليها بحرقة وقلة حيلة: “بنتي عمرها 11 شهر، قبل ما تبدأ العلاج كان نصفها الأيسر ما فيها تحركة بالمرة، هلأ صارت أحسن وصار فيها تحرك رجلها ورقبتها ، انا كتير خايفة عليها انه المرض يطول معها لتكبر، بس الدكتور عم يطمنني انه ان شاء الله بتشفى مع العلاج الطبيعي”.

جدير بالذكر أن مرض شلل الأطفال هو مرض فيروسي  معد ينتج عن الإصابة بفيروس البوليو “Polio Virus” إذ يمكن لإصابة واحدة بالمرض أن تؤدي لإصابة جميع الأطفال في المنطقة لتنتشر على نطاق واسع، ووفق منظمة الامم المتحدة فإن عدد الإصابات بالمرض انخفض بمقدار 99% منذ عام 1998، ولم يعد المرض موجودا إلا في ثلاثة بلدان في العالم وهي (أفغانستان ونيجيريا وباكستان). يصيب هذا المرض الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى ولا يوجد علاج فعال للمرض الذي قد يؤدي إلى الوفاة، الطريقة الوحيدة لتفاديه هي عبر لقاح شلل الأطفال الذي يُعطى بدفعات متعددة ليقي الأطفال من شر المرض مدى الحياة.