ريف إدلب، سوريا، ٠١ ديسمبر، ( مصطفى جمعة، أخبار الآن ) –

بعدما حرر الثوار مطار تفتناز العسكري من قبضة النظام السوري ، قامت حركة أحرار الشام بتزيين جدار المطار بالحِكم والمواعظ الآمرة بفعل الخير ، مراسلنا مصطفى جمعة بريف ادلب والتفاصيل  .
 
كيفما وجهت ناظريك في مطار تفتناز العسكري ، ستجد كلمة نعم ، هذه الكلمة حفظها المواطن السوري ، والتي رافقته في النوم وفي اليقظة ، “نعم” كلمة راسخة ولها معنىً مقدس عند النظام في سوريا ، فهي تعني أن كل ما صدر من أقوال وخطابات للأب القائد الخالد ونجله الذي حكم من بعده ، هي بمثابة دستور تدار به البلاد ، بل وكانت المنهاج والنبراس الذي يسير خلفه المواطن ، وإن كل قلم سيخطًّ كلمة يجب أن ترفق بنعم ، كل هذا كان في عهد النظام ، أما في عهد الثورة أصبح القول عند من أراد الخروج من تحت ذلك الستار “لا” ، لا للإستبداد ، لا للعبودية وألف نعم للحياة في عز وكرامة .

سور مطار تفتناز العسكري الذي سيطر عليه الثوار في شهر إبريل المنقضي ، هو أكبر مثال على ذلك ، حيث بادر الثوار والأهالي بإعادة طلاء السور وتزيينه بالإحايث النبوية والمواعظ الآمرة بفعل الخير ، خلافاً لما عهدوه عن نظام المقاومة والممانعة .

أبو عامر التفتنازي – إعلامي في أحرار الشام : “قمنا بإعادة طلاء اللافتات التي كانت تعبر عن عبودية الجنود لبشار وأباه حافظ المجرم ، قمنا بتزيين اللافتات وإعادة طلائها بالأحاديث النبوية ، بعدما كانت تعبر عن النظام ومخلفاته”.

لاتزال بقايا تلك العبارات حاضرة هنا ، والتي قصد بها أن تكون عبرة  لمن بعد هؤلاء الجنود ، الذين إستماتوا بالدفاع عن هذا المطار ، ولكن ما أثبت بالفعل لا بالقول ، أن أي حراك تدعمه القاعدة الشعبية هو المنتصر لا محالة .

ليصبح الطريق المحاذي لهذا المطار هو الطريق الرئيسي الواصل بين المناطق الحدودية والداخل المحرر  ، والذي خصص من أجله عناصر من حركة أحرار الشام شأنهم إدارة وتنظيم السير ، على هذا الطريق المزدحم ، الذي خلًّد ذكرى أشخاص دفعوا حياتهم ثمناً من أجل الحرية والكرامة ، ومن أجل فتح هذا الطريق الذي كان مجرد ذكره كابوساً يراود المار من قربه .

قامت حركة أحرار الشام بتحويل هذا السور إلى لوائح كتب عليها أحاديث نبوية ومواعظ وحكم ، أمراً يلخِّص الفرق مابين معتقدات نظام الأسد ، وهدف الثوار في رسم سوريا المستقبل .