دبي، الإمارات، 18 نوفمبر 2013، وكالات، أخبار الآن –
كشفت موقع “فونتانكا” الإلكتروني الروسي معلومات أكد فيها مشاركة فرقة من المرتزقة الروس تحمل إسم “الفرقة السلافية” في القتال إلى جانب نظام الأسد في سوريا. وأشار الموقع إلى أن مجموعة من الروس سعت لتشكيل هذه الفرقة عبر نشر إعلانات على المواقع الروسية تطلب جنودا وضباطا متقاعدين مقابل مردود مادي يقدر بخمسة آلاف دولار.
وسافرت المجموعة الأولى من هذه الفرقة إلى العاصمة اللبنانية بيروت، ومن هناك انتقلت إلى دمشق برا، ثم تم نقلها بالطائرة إلى قاعدة اللاذقية العسكرية التي تقع بين طرطوس واللاذقية.الراغبون بالانضمام إلى “الفرقة السلافية” أجروا مقابلات مع عقيد سابق في المخابرات الروسية.
على أثر هذه المقابلات تم تجنيد عدد من العسكريين المتقاعدين الذين قاتلوا في شمال القوقاز وطاجكستان، للذهاب للقتال في سوريا.
المحلل السياسي السعودي والباحث في الشؤون الأمنية الدكتور صفوق الشمري قال إن التدخل الروسي الداعم لنظام الأسد شيء معروف والمرتزقة موجودون في سوريا منذ زمن بعيد.
وفي حديثه مع أخبار الآن قال الشمري إن المعلومات حول “الفرقة السلافية” تشير إلى علاقة واضحة وإرتباط بينها وبين الإستخبارات الروسية.وأضاف “الفرقة السلافية تابعة لشركة أمنية مسجلة في هونغ كونغ، وهي واجهة لعمل إستخباراتي. المسؤول عن هذه الفرقة شركة أمنية تسمى “موران” تتبع للأمن الروسي الفيدرالي، ورئيس “الموران” معروف أنه كان قائداً سابقاً في الكي جي بي (جهاز الإستخبارات السوفيتي السابق)”.
ويتابع الدكتور صفوق بالقول إن الروس لا يريدون أن يظهروا بالصورة ولهذا أُسست هذه الشركة، مشيراً إلى أنها خطة إستخبارية معروفة وهي أن تذهب إلى مكان بعيد مثل جزر الكايمان وهونغ كونغ وتؤسس شركة أمنية للتغطية وهذا يسمح للإستخبارات الروسية أن تتدخل في سوريا من دون أن تظهر بشكل مباشر وبطريقة تضرها أما الرأي العام العالمي.
الدكتور صفوق الباحث في الشؤون الأمنية أضاف أن تمويل هذه العمليات القتالية في سوريا هو إيراني وأن الإستخبارات الروسية تشرف على هذه العمليات. على جانب أخر أشار الدكتور صفوق الشمري إلى أن من ضمن قوات المرتزقة الأخرى التي تقاتل في سوريا إلى جانب الأسد حزب الله اللبناني ومليشيا أبو الفضل العباس.
وفي حديثه مع أخبار الآن قال الشمري إن مشاركة مليشيا أبو الفضل العباس في القتال مع الأسد لا ترجع لأمر عقائدي بحت، بل إن هناك مصادر ومعلومات تؤكد أن أموال طائلة يدفعها الحرس الثوري الإيراني ولواء القدس للمجندين العراقيين ولعائلاتهم مقابل القتال في سوريا مع الأسد. وقال “الإيرانيون معروفون بحبهم الشديد للحروب بالوكالة وهم إستفادوا من الدرس الذي حدث بعد الثورة الإيرانية عندما كانوا يتدخلون بأنفسهم وجنى عليهم هذا مشاكل كثيرة، لذلك هم أسسوا حزب الله اللبناني وقوات بدر في العراق والحوثيين في اليمن”.
الدكتور صفوق الشمري أرجع قدرة نظام الأسد على البقاء حتى الآن رغم الثورة الشعبية إلى تدخل الإيرانيين والمرتزقة إلى جانب الأسد. وقال “حتى المصادر الإيرانية ومن حزب الله تعترف بهذا الموضوع، أن نظام الأسد ما كان له أن يستمر لولا تدخل حزب الله ومرتزقة أبو الفضل العباس والمرتزقة الروس، الجيش السوري لا يشكل حالياً إلا عشرة في المئة وتسعين في المئة كلها تشمل حزب الله وأبو الفضل العباس والمرتزقة الروس فضلاً عن الطيارين المرتزقة الذين جلبوا من أوروبا الشرقية وروسيا لضرب السوريين لأن الطيارين السوريين لم يعد يثق بهم لأنه من الممكن أن ينشقوا”.
يذكر أن المعلومات عن فرقة المرتزقة الروس لم تظهر بشكل علني إلا في أكتوبر الماضي، عندما أعلنت المعارضة السورية عن مقتل الكسي ماليوتي أحد المرتزقة الروس في “الفرقة السلافية” خلال معارك في ضواحي حمص.